هذا الكتاب لا يعدو عن كونه مجموعة مقالات أو بتعبير أدق، مجموعة فصول يكاد كل منها يشكل موضوعاً قائماً بذاته، بل يمكن لو توفر لدي الوقت أن يكون كتاباً. فالفصل الأول يمكت تبويبه لعدد فصول تتعلق بالحرب وبطبيعتها، والأمر نفسه ينطبق على بقية الفصول، وخاصة الفصل الثاني، إذ إنه ملخص لبعض فصول كتاب "الثورة الوطنية الديمقراطية"، الذي أعد للإصدار منذ عام 1971، وما يزال ينتظر اللحظة التي يرى فيها النور.
إن موضوعات الفصول الثلاثة، الأول والثاني والثالث، يجمعها ويربط بينها كونها رداً على موضوعات سعيد جواد. وفضل عن كونها رداً على موضوعات سعيد جواد، فإن هناك رابطاً آخر يجمع بين فصول الكتاب الأربعة، أعني كونها ضد "التسوية السياسية الاستسلامية"، التي حددها قرار مجلس الأمن 242، والتي طرحتها الحرب الرابعة على بساط التنفيذ، بعد أن فتحت الباب على مصراعيه أمامها! ونقطة شكلية، تتعلق في الفصل الأخير، لا بد من ذكرها