-
/ عربي / USD
"لقد أيقنت أن كل ارتباط سوف أصطدم به، وكل علاقة قد تحدث لي، وكل عاطفة قد تغريني، لن تكون سوى وهم سو أحتاج إلى الاتكاء عليه في حالات ضعفي ولحظات رغبتي المزيفة في أن أصدق وجود الآخرين، الحقيقة الوحيدة هي أن "آخريني" أنا قد ماتوا، كل الآخرين قد ماتوا، الأحباء ليسوا سوى الوهم الكبير، ووجودهم هو الظل الذي يعطينا أمر النور، وكلامهم هو الحوار الأخرس الذي نتبادله لنبدد الملل والوحدة التي لا نطيق أن نتحملها، وإن كنا نعرف حق المعرفة أن ما من كلمة تلفظ من أجل أن يفهم الآخرون إلا وخرجت منحازة عن التعبير الكامل الصادق، وما من جملة تنسق إلا وكانت مقصرة عن نقل الانفعال الذاتي كما يحدث في الجوف. وأنا ما دمت أعرف هذا، فإني لن أخيب مشاعر الآخرين نحوي، ولن أكون بحاجة إليهم لكي أشعرهم بمشاعري ولن أعتمد عليهم لاكتشاف نفسي، لقد وجدتها، وجدت نفسي".
هكذا تتغلغل ليلى عسيران في أعماق النفس البشرية، تكتشفها من خلال مجريات حوارية، ووقائع سياسية اجتماعية، تجري الحوارات خرساء المعاني، وكيف تكون معربة عند من يجهل نفسه... تتابع ليلى عسيران تحولات هذه الحوارات بانكسارات أصحابها لتمررها أمام القارئ كخط بياني تبلغ ذروته عند نقطة المصالحة مع الذات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد