لسنا نعلم بين الكتب التي صدرت هذه الأيام لبحث مشكلة واقع العرب كتاباً أوجز وأشمل وأدق وأعمق من هذا الكتاب، لقد وسع في صفحاته القليلة عرضاً نظرياً تاريخياًَ لمشكلة وجود الإنسان ومواجهته للعالم الذي يعيش فيه، وللعالم الذي يمكن أن يكون فيه بعد هذه الحياة، عبر ما أطلق عليه "تجربة المأساة".
وإذا تصدرت كلمة "العرب" عنوان الكتاب، فلأن المؤلف أراد لعرضه التاريخي أن يكون مقدمة ومناراً لبحثه للمشكلة عند العرب في التاريخ حتى اليوم.

وهو إلى صدق أحكامه بالعموم، رغم حصر منابعها الاستقرائية، فإنه من النادرين الذين أتيح لهم الانفلات من عالم المسلمات العقائدية أو النفسية الخاطئة، هذا إلى تكوين ثقافي بالغ وجرأة علمية نادرة...

في هذا الكتاب، سيقرأ كل مخلص لوجوده أروع تعبير لما يتجاوب في نفسه من مشاعر وأحكام ونوازع، وستكشف له أنواره أي أوهام بالغة يعيشها...