-
/ عربي / USD
الفن الاصيل لايعول على الوجود والملموس فحسب، بل يعول ايضا على الجيني وحتى المجهول. والأدب الجاهلي اذ يكرس الوجود الثابت انما يخفف من وطأته بالسباق الشعري المتفجر. انه يمثل الشيء ونفيه عن طريق تثبيت الوجود الراهن ومحاولة التعالي عليه ورفضه في آن. من هنا كان الادب الجاهلي تعبيراً أدبياً عن نقطة توازن جديدة بين الكفاءة قسري الى حياة القبيلة وبين تطلع الى كيان سياسي واجتماعي ابعد اشواطاً في مضمار الحظارة . انه صراع متوازن ومتداخل، صراع داخلي ضد الحياة القبيلة ولكن دون التفريط بها لانعدام وجود البديل داخل حدود الصحراء...في عملية تطلع إلى عالم أرحب يمكن أن تقوم فيه الحضارة وتزدهر.
تلك هي النقطة المفصلية التي يبني عليها احسان سركيس كتابه هذا الذي يصور ويدرس لنا الادب الجاهلي كانعكاس لتأريخ الانسان العربي في الجاهلية بين قطبين مكملين لموقفه من الحياة القبيلة والحياة الحضارية وتنازعه بين الفوضى و النظام في مجتمع حمل كل سمات المرحلة الانتقالية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد