-
/ عربي / USD
يقسم الفيلسوف الألماني هيفل الفن، في شكل عام، إلى ثلاثة أقسام: الرمزي، والكلاسيكي، والرومانسي. فإذا كان "الفن الرمزي هو الذي يسعى إلى تطابق المضمون والشكل، فإن التقدم الذي أحرزه عليه الفن الكلاسيكي يكمن تحديداً في تحقيقه لهذا التطابق على اكمل نحو عندما اتخذ من مضمون الإنسان ومن شكل الإنسان مضموناً وشكلاً له"، وبتغير آخر الفن الكلاسيكي هو إعادة قراءة لمجمل الحضارة الإغريقية، لأنه عند الإغريق أمكن لمثال الجمال الكلاسيكي أن يرقى إلى مستوى لا يضاهى من الحرية والروحية.
وفي هذا الكتاب يتتبع هيفل عالم الآلهة الاغريقية، وتطوره، إن من زاوية الفردية الروحية أو من زاوية الشكل الحسي الذي يرتبط بها مباشرة، لكن مفهوم الفن الكلاسيكي عند هيفل، ينطوي، أيضاً، لا على صيرورة جماله انطلاقاً من ذاته فحسب، بل كذلك على انحلاله، وهذا ما يفتح لنا أبواب مضمار آخر "... مضمار الفن الرومانسي، فآلهة الجمال الكلاسيكي وأفراده البشر يتوارون عن ساحة الوعي الفني بعد أمد من ولادتهم فيها.." وهذا الاغلال يعالجه هيفل في الكتاب كتعبير عن الواقع كما تصوره والذي يري فيه ".. مضموناً مستعاراً من عالم روحي جديد لحمته الحرية المطلقة وسداه اللا تناهي، تطفق هذه الذاتية بحثاً عن تعبير مناسب لهذا المضمون الأعمق غوراً..." وهكذا حتى يصل عليه تعبير "عالم الآلهة الإغريقية" الذي عدَه خناً إنساني الجمال وإنساني الحرية...
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد