أنقل في هذا الكتاب كلام رجال ونساء هجروا المجاهدين مؤخراً أو قبل فترة، ومن بينهم سياسية هولندية، عضو حزب الخضر الهولندي وعضو البرلمان السابق فرح كريمي، التي كانت في الثمانينات ولأربع سنوات عضواً في المنظمة، وعندما دخلت مجال السياسة الهولندية كتمت ذلك السر ولم تبح به إلا...
أنقل في هذا الكتاب كلام رجال ونساء هجروا المجاهدين مؤخراً أو قبل فترة، ومن بينهم سياسية هولندية، عضو حزب الخضر الهولندي وعضو البرلمان السابق فرح كريمي، التي كانت في الثمانينات ولأربع سنوات عضواً في المنظمة، وعندما دخلت مجال السياسة الهولندية كتمت ذلك السر ولم تبح به إلا بعد مرور عشرين سنة على تركها صفوف مجاهدي خلق، ومن حينٍ لآخر يستخدم الناس أسماء مستعارة، حيث تهدد المنظمة وتهاجم الذين يهجرونها.
لم يكن هؤلاء وحدهم الناس الذين تحدثت إليهم على نطاق واسع، لكنهم كانوا جيدين في رواية ما كان يجري في صفوف المجاهدين، قصصهم، كانت شخصية جداً أحياناً، لكن يتم تأكيدها من قبل الهاربين الآخرين، ومن قبل العدد القليل من الكتب المتوفرة عن منظمة مسعود رجوي.
وإضافة إلى ذلك صدر في أيار 2005 تقرير عن منظمة مراقبة حقوق الإنسان بعنوان (لا مخرج) عن المجاهدين يتفق تماماً مع ما توصلت إليه، وقد حاولت حيثما كان ممكناً عرض شيء من الجانب الآخر، عن طريق الإقتباس من الرسائل والبيانات الصحافية ومنشورات المجاهدين وجناحهم السياسي، المجلس الوطني للمقاومة.
تحدثت إلى الأعضاء السابقين في غرف الجلوس، ومراكز المؤتمرات والمكاتب في كل من هولندا، ألمانيا، فرنسا، وفي إيران نفسها؛ وقد أبدت السلطات الإيرانية تعاوناً كاملاً في معرض ردها على طلبي السماح لي بمقابلة المجاهدين السابقين في إيران، لدرجة أنهم أخرجوا ذات صباح أحد المجاهدين السابقين إلى خارج السجن لأتكلم معه، كل اللقاءات التي أجريتها في إيران كانت بدون حضور ضباط من جهاز الأمن الإيراني أو الأجهزة الحكومية الأخرى - وكانت عادة تحاط بالخصوصية، وأنا واثقة من أن الأعضاء السابقين كانوا قادرين في إيران على التحدث إلي بحرية، ومن بينهم السجين، الذي فوجئ بذلك، لكني يجب أن أضيف بأنه عندما حاولت نشر هذا الكتاب في إيران، لم تمنحني السلطات رخصة النشر.
سأبدأ من الأيام الأولى لمجاهدي خلق، عندما كانت منظمة سياسية معارضة تحارب الشاه، وبعد الثورة الإسلامية في إيران بسنوات قليلة دخلت في نزاع مع آية الله الخميني، بعد أن هربوا من إيران، بدأت مجاهدي خلق بقيادة مسعود رجوي الكفاح المسلح ضد الخميني، وقد بدأ ذلك من باريس ثم من المعسكرات العسكرية في العراق، لقتال حكومة الملالي في طهران، وبتعاون وثيق مع الرئيس العراقي صدام حسين، بعد ذلك سأتطرق إلى كيفية تحول المنظمة إلى طائفة، وما هي حقيقة مذهب مسعود رجوي وكم كان الشهداء مهمين.
بعد ذلك أضف السرقة الكبرى للأطفال، وكيف أخذ القاصرون من آبائهم في العراق، ونقلوا إلى أوروبا، حيث جزء مهم من المنظمة، الأرض الجديدة الخصبة لتربية الأعضاء الجدد وطريق هروب المنشقين الذين سجنوا منذ التسعينيات، بدون معرفة الأعضاء المطيعين، ثم أتمعن في أقوال الأعضاء السابقين عن إدمانهم المنظمة وأعراض الرغبة في الخروج منها وكيف واجهوا ذلك، ثم كيف يعودون للتحول من آليين إلى ناس طبيعيين، يستطيعون إتخاذ قراراتهم الخاصة.
والفصول الأخيرة من الكتاب تتناول طرق تجنيد مجاهدي خلق، والتشابهات المثيرة مع المجموعات الأصولية المسلمة السنية في طرق كسب أعضاء جدد، وأطرح التشابهات في تلقين الأعضاء وطريقة قيادة المنظمات؛ وفي الفصل الأخير، أتحدث عن تحول جماعة إرهابية شديدة العداء للأمريكيين لتعتبر من قبل المحافظين الجدد في الولايات المتحدة بديلاً مقبولاً للنظام في إيران.