هذا الكتاب الذي يُقرأ في جميع الإتجاهات: من البداية، أو النهاية، أو الوسط، قد لا تجد له مثيلاً في الأدب العربي العام، إذ يفتح آفاقاً لكتابة جديدة منعتقة من القواعد والقيود التقليدية.أهو خيال؟ سيرة ذاتية؟ محاولة فلسفية؟ أسطورة حديثة؟ قصيدة نثرية؟ عِبَر سياسية؟.أهو مونولوغ...
هذا الكتاب الذي يُقرأ في جميع الإتجاهات: من البداية، أو النهاية، أو الوسط، قد لا تجد له مثيلاً في الأدب العربي العام، إذ يفتح آفاقاً لكتابة جديدة منعتقة من القواعد والقيود التقليدية. أهو خيال؟ سيرة ذاتية؟ محاولة فلسفية؟ أسطورة حديثة؟ قصيدة نثرية؟ عِبَر سياسية؟.
أهو مونولوغ داخلي، لجيل يتجاذبه مجتمع الأمس وقيمه، وتمزق الحاضر وضياعه، وحلم حياة الغد؟.
كتاب يضج بالذكريات، بالتداعيات، بالأفكار، بالتصورات، بالرؤى، ويجمع بين الحكمة والجنون، السخرية والحنان، الشراسة والغبطة، التهوُّر والحذر، ويضمُّ شخصيات، شبه خيالية، وشبه واقعية، وأسئلة، وإندهاشات، فإذا به في الوقت نفسه، بأسلوبه ومضمونه، يَفْتُن ويثير السخط، يصدم ويسلب القلب.
مليئ بالتناقضات كالحياة نفسها، ربما يمثل هذا الكتاب خلاصة تجربة رفيق شرف مع الآخرين ومع العالم: تجربة فنان يعيش، بشغف، عصره بآماله، وإنهزاماته وإرهاصاته، وإنفجاراته.
بعلبكي وبيروتي بإمتياز، ومشبع بالأساطير الشعبية وبالثقافة الأكاديمية، قد يوحي رفيق شرف هنا بمعنى لوحاته الغارقة في عطش الحرية: أليست قططه الليلية، وعصافيره الوحيدة، وسهوله الحالمة، وخيوله الجامحة، وغراميات عنترته وعبلاه، هي في النهاية مسكونة بهذا الهاجس؟.
أخيراً، يجمع هذا الكتاب لأول مرة ما كان رفيق شرف قد نشره تباعاً في إحدى الصحف اليومية الكبرى من "نصوص مضادة" أثارت في حينها ضجة وجدلاً في الأوساط الثقافية، حتى اعتبرها الجميع بمثابة حدث أدبي.