يتضمن هذا الكتاب دراسة أساسية مطولة وأخرى ملحقة بها منقسمة الى قسمين، ولكن مشكلة مادة متكاملة في النهاية.الدراسة الأولى تحمل عنوان "أسئلة الإبداع في الأدب العربي المعاصر" وهو ذاته عنوان كتابنا. وفي هذه المادة يتجه اهتمام الباحث الى محاولة رسم إطار عام لمختلف سياقات الأدب...

يتضمن هذا الكتاب دراسة أساسية مطولة وأخرى ملحقة بها منقسمة الى قسمين، ولكن مشكلة مادة متكاملة في النهاية.
الدراسة الأولى تحمل عنوان "أسئلة الإبداع في الأدب العربي المعاصر" وهو ذاته عنوان كتابنا. وفي هذه المادة يتجه اهتمام الباحث الى محاولة رسم إطار عام لمختلف سياقات الأدب العربي المعاصر، المتكئة على روافد تعددية الروافد المعرفية والسوسيو - ثقافية والجمالية؛ ومحاولته هذه لا تقوم على التعميم بقدر ما تبتغي التشميل، أي بالالتفات الى تلك السياقات وحصر هذه الروافد لا حصراً وصفياً مما هو تحصيل حاصل، ولكن باسترجاعها عن طريق طرح الأسئلة عليها، سواء المبثوثة فيها أو المقترحة عليها بما يجعلها في النهاية تنضوي في إطار معرفي محدد هو الذي أمكنه، على مراحل تاريخية، وتقلبات اجتماعية، وفاعليات ذهنية، واجتهادات موهبية - إبداعية، أن يتبلور في بنيات يراد وضع اليد عليها، مفردة، أو حتى متمازجة، وعزل هذا التمازج لإستخلاص بنيته المفردة؛ وكل هذا ضمن جاذبية التشميل والتكاثف التي تحركها الجدلية وتنازع العلاقات، والأسباب والمسببات. في إطار معرفي هو الذي أنتج وينتج المقولات التي بها تكون المعرفة معرفة، أو التي ينبغي أن تسمى بها العطاءات والأشياء؛ إن المقولات، هنا، ليست مجرد توصيفات كما قد يفهم خطأ أو تبسيطاً، ولكنها الأدوات الضرورية للمعاينة والقراءة، وقراءة التحليل والتركيب، إنها الجهاز المفهومي وخاصة حين تكون مستجدة على المتن المقروء، بل إنها تكون مستجدة وخاصة إذا أرادت أن تتعامل مع هذا المتن بمناهج استجدت بدورها، وتستطيع أن تتخطى المظهرية الخارجية وسياقات البداهة الجاهزة اتنفذ الى محصلة العمق أي لتنضد ما هو جوهري في كل معرفة. وتحديداً فإن البداهة ليست جاهزة دائماً، وإن خطلاً كبيراً في الرأي يمكن لمسه في العديد من الدراسات النقدية الأدبية عند العرب المحدثين، أو ما شاكل من الدراسات، بحيث يتم التعامل مع الظواهر الإبداعية بمفاتيح المسلمات لا بأدوات الاستكناه أي القراءة المتجددة التي تمتلك تراكمها الخاص وتحاول النفوذ به الى التراكم الخصوصي للنص إذا توفر.

أما الدراسة الثانية التي تحمل عنوان: "الخطاب المستحيل"، والمخصصة للكتابة الروائية العربية، أي للنثر السردي أو المحكي. تتجه الى طرح الأسئلة على النثر السردي راغبة الوقوف، من جهة، على أهم الخطاطات التي تهيكل جسد الرواية العربية والفضاءات الروائية، وساعية، من جهة ثانية، الى الإيحاء بما ترى أن هذا الجسد يفتقده وتلك الفضاءات تحجبه.