-
/ عربي / USD
إن المظهر الرئيسي للتناقض اليوم في النظام الرأسمالي العالمي هو التناقض بين مركزه المتطور والسائد -أوروبا الغربية وأميركا واليابان بصورة رئيسية- وبين محيطه المتخلف والتابع، أو ما يسمى بالعالم الثالث. ومع ذلك فإن إمكانية تحول تطور حاسم في المجتمع المعاصر تكمن في محيط الرأسمالية لا في مركزها. وهذا الكتاب يقول لماذا.
يدرس هذا الكتاب موضوع انهيار الرأسمالية ومسير هذا الانهيار من خلال العلاقة مركز-محيط ودراسة التخلف تقود إلى هذه النتيجة: التخلف هو أكبر نقد يمكن توجيهه للرأسمالية، وهو أحد مظاهر انقراضها كنظام اجتماعي، وما الرأسمالية المحيطة المفقرة والمقمعة معاً إلا المبشر بالنظام الجديد.
مع ذلك ليست الاشتراكية على مرمى حجر، وليست قضية يوم وليلة، كما أنها ليست أيضاً قضية هجوم على السلطة، إنها تعني أيضاً بالدرجة الأولى تنظيم المقاومة الشعبية المسلحة ضد الغزو الرأسمالي الاستعماري الذي تفتح له البرجوازية النابعة صدرها وقلبها، وفي الشرق العربي لا نضال من أجل الاشتراكية دون تحطيم الغزو: إن الاشتراكية تعني الاستعداد لخوض حرب طويلة شعبية ضد الإمبريالية أذنابها، وهذا ما لقنته لنا الفيتنام.
هذا الكتاب الذي هو نقض للأسس التي تقوم عليها الأنظمة العربية، وإذن لأسس التي قامت عليها هزيمة حزيران: الرأسمالية التابعة أو التخلف الذي يمثل صالح طبقة اجتماعية ضئيلة العدد في تعارض مع المصلحة العليا للأمة بأجمعها، هذا الكتاب هو أيضاً مساهمة فعلية في إرساء الأسس النظرية والمبادئ الكبرى لانتصار القومي، الذي لن يأتي كانتصار للشعب، وانتصار الشعب. إن برجوازية التخلف هي برجوازية الاستسلام، إنها تقدم الشعب بأجمعه ضحية على مذبح مصالحها الأنانية دون أن تكف عن شتمه والإساءة إليه. إنها البرجوازية التي حكم عليها التاريخ بالفناء.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد