يمثل هذا الكتاب محاولة لفهم الثورة كواقعة اجتماعية وحدث تاريخي له مسبباته، المادية والروحية، وله نتائجه. كاتبه أستاذ للعلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا في الولايات المتحدة. وهو يحاول جاداً الحصول على شيء من المعرفة حول الثورة كحدث وعملية في نفس الوقت. ومن هنا تنبع أهمية الكتاب للمكتبة السياسية العربية. فمعظم ما كتب وما يكتب عن ظاهرة الثورة في الوطن العربي غالباً ما يكون ذا أهداف أيديولوجية أو ملتزماً بأيديولوجية معينة مما يجعل من مثل هذه الكتابات أما دعوة إلى الثورة أو تحذيراً منها حسب الموقع الأيديولوجي للكاتب.
هناك نقاط طرحها المؤلف في كتابه هذا إلا أن القارئ يجد نفسه على غير اتفاق معه حولها وذلك مثل دور لورنس في وطننا العربي مع بدايات هذا القرن في ما يسمى بالثورة العربية الكبرى. بطبيعة الحال فإن المؤلف غربي، ولذلك نجده متأثراً بالكتابات الغربية حول لورنس والتي تجعل منه بطلاً أسطورياً قاد الثورة وصنعها. إلا أن الكتابات الغربية تفضل دور لورنس كعميل للمخابرات البريطانية، وتفضل أن الثورة العربية الكبرى كانت قد بدأت قبل وصول لورنس وأن دور لورنس فيها كان توجيه مسار لثورة لضرب المصالح التركية في المنطقة وذلك لأضعاف الدولة العثمانية حليفة ألمانيا في الحرب، وقد نجح في ذلك. أما القول بأنه هو من صنع الثورة وقادها فإنه قول يفتقر إلى البراهين التاريخية.