-
/ عربي / USD
يقول بول كراوس: "إن النظرة السياسية تهيمن على فكر الفارابي لدرجة أن باقي الدراسات الفلسفية بما فيها الآلهيات والأخلاق وحتى الطبيعة والمنطق، تتبع تلك النظرة وتخضع لها". ومن جهته يؤكد الأستاذ لاوست بأن "الجزء الرئيسي والمحوري في فلسفة الفارابي وأكثر فروعها أصالة هو سياسته"، في حين يذهب روزنتال إلى أن كتاب "آراء أهل المدينة الفاضلة" هو في جزئه السياسي معتمد على "جمهورية أفلاطون!".
مهما يكن من أمر، فإن هذا الكتاب لا يرمي إلى إثبات مدى وفاء المعلم الثاني أو مناقضته لنص "الجمهورية" تلك النظرة الخاطئة التي اعتمدت حتى الآن من قبل أكثرية المستشرقين مع فلاسفة الإسلام- بل يعني بنوع خاص في تلمس الواقع السياسي الاجتماعي الديني الثقافي أي، بكلمة، تلك الإشكالية الفكرية العامة التي أملتها الظروف التاريخية للقرن الرابع الهجري وعلاقة تلك الإشكالية بالواقع الحضاري العام الذي نشأت في كنفه.
هذا الكتاب يبرز المكانة المحورية للفكر السياسي داخل الفلسفة الفارابية... لا بل يخطو خطوة جريئة إلى الأمام نحو إثبات المرمى السياسي لا الديني للمشروع الفلسفي عند الفارابي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد