المنطق المنهجي في هذه الدراسة هو التحليل النفسي، لكن هذا بدون أن تنسى أنها دراسة في النقد الأدبي، لا في علم النفس. فإن يكن الفرويديون ما رأوا في الفنان سوى العصابي وما قرأوا الأدب إلا بغية تأسيس التحليل النفسي كعلم، فإن طموح هذه الدراسة أن تصل -بالاستفادة من منجزات العلم...
المنطق المنهجي في هذه الدراسة هو التحليل النفسي، لكن هذا بدون أن تنسى أنها دراسة في النقد الأدبي، لا في علم النفس. فإن يكن الفرويديون ما رأوا في الفنان سوى العصابي وما قرأوا الأدب إلا بغية تأسيس التحليل النفسي كعلم، فإن طموح هذه الدراسة أن تصل -بالاستفادة من منجزات العلم المؤسس- إلى الفنان في العصابي. منهج هذه الدراسة ليس إذن تحليلياً نفسياً خالصاً. فلا ريب في أن نوراستنيا المازني ورهاب الجنازات لدى توفيق الحكيم وداء الصرع الذي عانى منه نجيب محفوظ في طفولته ورهاب الأفعالي لدى حنا منيه، الخ، هي قرائن سيكولوجية ثمينة، ولكن الأثمن منها بما لا يقاس من وجهة نظر الأدب، لا من وجهة نظر علم النفس، المادة الإيديولوجية (رؤية العالم) التي تحملها الأعمال الأدبية لهؤلاء الكتاب. ومن ثم فإن الدراسة لا تعني بالبعد السيكولوجي المحض لعقدة أوديب، بمقدر ما تجعل تركيزها الأول على الإخراج الجمالي والإيديولوجي لهذه العقدة.