-
/ عربي / USD
تأتي هذه المقاربات لتتداخل مع نصوصها حيث تلج إليها من أبواب الفعل اللغوي، لتسعى نحو تشريحها ومن ثم السباحة في عوالمها بادئة بمداخلة مع نص تميز بافتراقه المرحلي من خطاب الصنعة والاستهلاك إلى خطاب الفعل وجدل الحركة، وذلك هو نص قصيدة (إرادة الحياة) لأبي القاسم الشابي، الذي هو موضوع الفصل الأول، على أنه قراءة سيميولوجية تأخذ بملاحقة الإشارات بعد رصدها، ومسابرة علاقات السياق داخلها، بعدما يأتي الفصل الثاني محاولاً تتبع سمات الدلالات الكلية في الخطاب الشعري المتنامي-اليوم-في قصائد الشعراء السعوديين الشباب، وفيه مسعى لسبر صوتيمات الدلالة وبناء شجرة نموها العضوي حسب حركته داخل مجموعات من النصوص، وإن كان الفصل الثاني قد عمد إلى تتبع الحركة الكلية لمجموعة أشعار خمسة من الشعراء، فإن الفصل الثالث يأتي ليركز مسعاه في نص واحد مبتغياً بذلك الإجابة عن أسئلة النقد الجديد وعلاقتها بالنقد الألسني بدءاً من البنيوية ومروراً بالسيميولوجية ووقوفاً عند التشريحية، وهو امتداد لكتاب (الخطيئة والتكفير-من البنيوية إلى التشريحية) حيث يتلازم التطبيق مع التنظير ليكون الاثنان معاً تفاعلاً ينتج أحدهما عن الآخر ويصادق إجرائيته. أما الفصل الرابع فهو دراسة لقصيدة الخروج لصلاح عبد الصبور. ويسبق هذه الفصول الأربعة مدخل عن (الحداثة-وإشكالية الرؤية) جاء في الصدارة ليكون بمنزلة المتصور النظري لما رآه المؤلف نموذجاً للرؤية والفعل الثقافي لمشكل الحداثة وعلاقتها بالموروث.
ومن ذلك المنطلق صارت الفصول كلها ذات جناحين متلازمين أحدهما النظرية محددةً ومقننة في مطلع كل فصل، ويليها التطبيق النصوصي على أنه صنيع يوحد بين (فعل القول) و(فعل الفعل)، بمعنى تحويل المبدأ النظري إلى مسلك فعّال، ليكون العمل تطبيقاً للنظرية مثلما هي تنظير للممارسة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد