في القرن السابع (الميلادي) حصل شيء مذهل: إذ شرع عدد معين من الشعراء في التغني بالحب، خارج القواعد المحددة حتى ذلك الحين، وتغنوا سواء بما يجدر بنا أن ندعوه الحب العذري، أو ندعوه على عكس ذلك، الحب المغامر والإيروسية. والمسألة هي محاولة معرفة لماذا حصل هذا الأمر في ذلك الزمان...
في القرن السابع (الميلادي) حصل شيء مذهل: إذ شرع عدد معين من الشعراء في التغني بالحب، خارج القواعد المحددة حتى ذلك الحين، وتغنوا سواء بما يجدر بنا أن ندعوه الحب العذري، أو ندعوه على عكس ذلك، الحب المغامر والإيروسية. والمسألة هي محاولة معرفة لماذا حصل هذا الأمر في ذلك الزمان والمكان. وإن أول من وضع أصبعه على هذه الحقيقة، فيما أعتقد، هو الباحث التونسي الشاب الطاهر لبيب. فقد لاحظ أن نمط الحب الذي كان يتغنى به هذا الشعر الجديد ولد في بعض القبائل التي قلصها التاريخ وهمشها إلى حد بعيد، والتي لم تساهم، أو ساهمت قليلاً، في الحركة الكبرى لتوسع القبائل خارج الجزيرة العربية في عقود الإسلام الأولى. من هنا كان مغرياً تصور أن هذا الإبداع الغزلي كان ظاهرة تعويض لبعض مآسي تاريخ قبلي، وربما كان شكلاً من أشكال الاحتجاج على نظام اجتماعي-اقتصادي كان قد ارتد ضد نفس أولئك الذين دافعوا عنه حتى ذلك الحين.