تشكل الحكمة العملية البعد الاجتماعي الأغنى في الذات العربية، وهي التي يدور حولها اللبناني هذا الكتاب، حيث عملت تلك الحكمة على تنظيم الاندماج الثقافي الاجتماعي وفق المعايير المثالية، وعلى إخضاع النشاط والعلائق للخير، أو على ربط الفعل والرغبة بالقيمة، لذا فإن الحكمة...
تشكل الحكمة العملية البعد الاجتماعي الأغنى في الذات العربية، وهي التي يدور حولها اللبناني هذا الكتاب، حيث عملت تلك الحكمة على تنظيم الاندماج الثقافي الاجتماعي وفق المعايير المثالية، وعلى إخضاع النشاط والعلائق للخير، أو على ربط الفعل والرغبة بالقيمة، لذا فإن الحكمة العملية، التي تنال أيضا اسم التدبير أو السياسة بمعنييها القديم الشماّل، ذات مدى شديد الاتساع بحيث أنه يحوي: السلوكات والمؤسسات والنظم والعلائق في الفرد والعائلة، والحلقات الاجتماعية والدولة، نواة الباحث تلك إلى التحليل النفسي الأناسي للذات العربية تغلب الاتجاه الثقافي الاجتماعي على هو بيولوجي، فقد توجه التحليل إلى الوعي، والى العقل، والى الأنا الاجتماعي، وذلك دون إغفال، ما هو موجه أيضا إلى الـ"هو"، والى الهواجس والمكبوتات واللاوعي والأواليات غير المباشرة... وكذلك كان بارزاً في هذا العمل التحليلي، والدراسة النقدية التي جاءت في هذا الكتاب، الانصباب على تعقب تأثير المجتمع والثقافة في تكوين الأنا وبناء أنماط التفكير والسلوك، فالعوامل الثقافية والاجتماعية، بحسب منهج الباحث في التحليل، أقوى من العوامل البيولوجية، وذاك خط راسخ عام في تراب الحكمة العربية الإسلامية وفي تراثها، وهذا ما سيلحظه القارئ.