-
/ عربي / USD
تشكل غادة السمان ظاهرة أدبية لافتة في الأدب العربي الحديث، فهي الاديبة التي تكتب وتفتحم نفسها وتتصدى للقضايا الكبرى التي تعنى بشؤون العالم العربي. والأديبة مدار البحث في كتاب حنان عواد المعنون قضايا عربية في أدب غادة السمان باعتبارها كاتبة موفقة للقصص القصيرة والروايات والمقالات الصحفية والقصائد.
أما دراسة حنان عواد في هذا الكتاب فتتركز على القصص والروايات التي صدرت في فترة ما بين عامي 1962 و1975. وتبحث بشكل خاص في الطريقة التي تعالج فيها السمان بأسلوب مهيب الشؤون التي تتصدر النقاش في العالم العربي في تلك الحقبة من الزمن. وكيَما تقوم صاحبة الدراسة بهذه المهمة على أكمل وجه، قدمت لدراساتها بعرض للأداب العربية المعاصرة من انتاج المرأة العربية في السنوات المئة الماضية. فمنذ أواخر الخمسينات نشأ اتجاه أدبي جديد تميز بالتمرد الصارخ على التقاليد والأعراف الاجتماعية التي تكبل حياة المرأة العربية. لذلك فقد عالجت عادة السمان هذا الواقع ونظرت إليه بالتلازم مع القضايا العربية الأخرى في مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية ورأت أن تحرير الرجل العربي مقترن اقتراناً يأبى الانفصال عن تحرير المرأة، لأنه يئن مثلها تحت ثقل التقاليد، وان العالم العربي كلاً متكاملاً يجب أن يتخلص من قوى التقييد والقسر والاكراه من الداخل، كما يجب أن يتحرر من قوى القمع والاحتواء العقائدي المفروض عليه من الخارج، الأمور التي تتلاعب بمصيره وتستغل ضعفه.
لأجل ذلك تقسم حنان عواد أدب غادة السمان في هذه الدراسة إلى انتاج ما قبل 1967 وانتاج ما بعد تلك السنة، ثم تعرضه للتحليل في دعم الفكرة التي تقوم عليها الدراسة حيث رأت أن غادة السمان في المرحلة المبكرة كانت معينة بالعلاقات بين الرجال والنساء في المجتمع العربي... أما في الفترة المتأخرة اتسعت رؤية غادة السمان وأصبحت ذات رؤية شاملة للمجتمع العربي بما في ذلك الفروق بين الجنسين، أما التمييز الطبقي العائد إلى الفروق الاقتصادية والاجتماعية فيبدو أكثر وضوحاً في إدراكها الحسي. كذلك اهتمت غادة السمان بأبعاد الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975 وأصبحت بؤرة الرؤية الاجتماعية في أدبها واضحة في انعكاس الحرب على الرجال والنساء والأطفال.
تقسم الدراسة إلى خمسة فصول: الأول منها فصل تمهيدي، والثاني: غادة السمان: حياتها وخلفية تاريخها، والثالث: مؤلفات غادة السمان في فترة ما قبل 1967، والرابع: مؤلفات ما بعد 1967: رحيل المرافئ القديمة، والخامس والأخير: مؤلفات ما بعد 1967: بيروت 75.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد