يتخذ هذا البحث من موضوع إشكالية المثقف والسلطة في الفكر الفرنسي المعاصر فضاءً إشكالياً له. فهو يحاول رصد خطاب السلطة في الفكر الفرنسي منذ أواخر القرن الماضي حتى الفترة الراهنة. لذلك يجد نفسه منذ الوهلة الأولى في مشكلة مع زمن الإشكالية وفضاء متنها.وقد حاول الباحث التغلب...
يتخذ هذا البحث من موضوع إشكالية المثقف والسلطة في الفكر الفرنسي المعاصر فضاءً إشكالياً له. فهو يحاول رصد خطاب السلطة في الفكر الفرنسي منذ أواخر القرن الماضي حتى الفترة الراهنة. لذلك يجد نفسه منذ الوهلة الأولى في مشكلة مع زمن الإشكالية وفضاء متنها. وقد حاول الباحث التغلب نسبياً على زمن الإشكالية بردها إلى ينابيع قضية ديفوس (1894)، تلك القضية السياسية الخطيرة التي هزت الجمهورية الفرنسية الثالثة ردحاً طويلاً من الزمن، وبالنسبة لمشكلة فضاء المتن فقد استدعى ذلك المتطلبات الفكرية-المنهجية التالية.
عمل الباحث كموثق وكمهتم لسوسيولوجيا الثقافة وكمؤرخ. وقسم بحثه ضمن أقسام ثلاثة، تناول في القسم الأول الحديث عن السلطة الثقافية للجامعة الفرنسية منذ عهد نابليون بونابرت، مفتتحاً القسم الثاني بضبط مرتكزات القسم الأول، ومحدداً في القسم الثالث مرتكزات القسم الثاني وثوابت جينالوجيا المثقف والكتابة المتشككة في ذات المثقف. منهياً الكتاب بملاحظات تهيأت له عند مراقبته باهتمام كبير ما يحدث الآن في الساحة الثقافية الفرنسية، عسى أن تكون هذه الملاحظات باعثة على فهم أحسن للدعوات التي بدأت ترتفع اليوم حول: "موت المثقف" و"هزيمة الفكر".