"العلاج النفسي" من الأمور الغامضة في مجتمعنا، وربما كانت هذه الحقيقة وراء ترجمتي لهذا الكتاب الذي يجد فيه الكثيرون إجابات على الأسئلة التي قد تراود أذهانهم ولا يجدون بما يشفي عليلهم إلى المعرفة التي ينشدونها.فهل من يطلب العلاج النفسي يكون مريضاً شأنه شأن مريض القلب مثلاً؟...
"العلاج النفسي" من الأمور الغامضة في مجتمعنا، وربما كانت هذه الحقيقة وراء ترجمتي لهذا الكتاب الذي يجد فيه الكثيرون إجابات على الأسئلة التي قد تراود أذهانهم ولا يجدون بما يشفي عليلهم إلى المعرفة التي ينشدونها.
فهل من يطلب العلاج النفسي يكون مريضاً شأنه شأن مريض القلب مثلاً؟ أم أنه مريض من نوع خاص؟ وهل العلاج النفسي قاصر على من نسميهم "المجانين" وبالتالي يجب أن نتلافاه أم أنه يشمل من تسميهم الأسوياء أيضاً؟.
وما هو العلاج النفسي؟ هل هو علاج بالكلام أم علاج بالعقاقير والكهرباء؟ ومن يقوم بالعلاج النفسي؟ الأطباء من خريجي كليات الطب أم أنه مسموح لغيرهم بممارسته؟.
وما هو المرض النفسي؟ هل هو أعراض تنتاب الجسم مثلما ترتفع درجة حرارة المريض بالحمى أم أن له أعراضاً أخرى كالقلق والمخاوف والوساوس؟ وهل يصيب المرض النفسي الجسم أم العقل أم الاثنين معاً؟.
من أين تنشأ الأمراض النفسية؟ هل هي وراثية أم تنشأ عن التربية أم عن مشاكل المجتمع والأسرة؟.
وهل علاج الأمراض النفسية كلها علاج واحد أم ان لكل مرض نفسي علاج خاص به؟ ولماذا يطلق على الأمراض النفسية في كثير من الأحيان تعبير الإضطرابات النفسية، هل الإضطراب أو الإختلال شيء آخر غير المرض؟.
ويقال أحياناً أن الإضطراب النفسي يصيب الشخصية فهل هذا صحيح؟ وما الذي يصاب في الشخصية، بل ما هي الشخصية أساساً؟.
ومتى يتم الشفاء من المرض النفسي؟ هل يتم الشفاء بزوال الأعراض التي كان الفرد يشكو منها؟ أم عندما يقرر المعالج أن المريض قد شفي أم عندما يتفق المعالج والمريض على التوقف؟.
هل العلاج النفسي علم له قواعد وأصول لا يجب أن نحيد عنها أم أنه فن تلعب فيه الخبرة والبراعة الشخصية دوراً كبيراً؟.
هذه بإختصار قضايا العلاج النفسي، وهي تطرح أسئلة أجابت عنها البشرية منذ قديم الأزمان إجابات متنوعة، ولكن هل في نهاية العشرين إجابات شافية لبعض هذه الأسئلة على الأقل؟.
لقد كتب الأستاذ والطبيب والعالم البريطاني الدكتور أنتوني ستور خبرته في العلاج النفسي بعد أن مارسه لمدة تزيد على الثلاثين عاماً، وحاول في هذا الكتاب أن يجيب على تلك التساؤلات من واقع خبرته وفهمه للعلاج النفسي، وقدم عرضاً شاملاً وشيّقاً للمسألة من أولها إلى آخرها إبتداءً من كيف يقابل المعالج النفسي مرضاه، ومروراً بأنواع الشخصيات وإضطراباتها وإنتهاءً بشخصية المعالج النفسي وخصائصه لكي يجيب على السؤال الشهير... هل المعالجون النفسيون "مجانين" مثل مرضاهم!!...