كُتِبَ الكثير في العمارة وتاريخها، من إستعراضٍ وصفي إلى نقدٍ تحليلي لآثار ماضية وحاضرة ومستقبلية متوقعة، تعدّدت التفسيرات والتحليلات حول هذه الآثار واختلفت الرؤية من ناقد لآخر، وقلَّماً اتفق كاتبان أو ناقدان حول تفسير أو تقييم العمل أو الأثر الواحد.
من هنا، فقد توقفنا عن البحث في العمارة، لنستكشف الإنسان الذي يقيم الحوار مع هذه العمارة ليصل إلى رؤية دون غيرها؛ بإختصار، هي محاولة في التعمق في فكر هذا الإنسان وإدراكه لتشكل الحياة، أو حقيقة العالم الموضوعي من حوله، ليترجمه من ثم إلى مفاهيم ونظريات، ومنها إلى مبادئ وقواعد في العمارة.

في هذا الكتاب إستعراضٌ لمذاهب فكرية مختلفة كالوجودية والظاهراتية والماركسية والبنيوية والبراغماتية، وكيف رأت كل منها العمارة رؤية نقدية خاصة بها؛ كما ويستعرض الكاتب توجهات مختلفة إستناداً إلى مدارس في علم النفس، أو إلى مدارس فنية وأدبية، وذلك من خلال تحليل أهم ما كُتب في نظريات وتاريخ العمارة، من قِبَل كُتّاب ومنظرين ونقّاد جرى تصنيفهم حسب مذاهبهم الفكرية، وتوضيح كيفية ترجمتهم هذا المذهب أو ذاك رؤى وأحكام، وإلى أشكال ملموسة في العمارة.