-
/ عربي / USD
الأدبيات الفكرية المتداولة المبشرة بنظام دولي جديد تكاد تجمع على أن ما حصل في السنتين الأخيرتين من انهيار لنظم التسلط "الاشتراكي" ومن استعادة للديمقراطية والنظام الليبرالي وما حصل من زوال للتوتر بين الشرق والغرب... كل ذلك يشكل علامة بارزة على أن العالم بدأ يتجه نحو إرساء قواعد جديدة لتنظيم العلاقات بين أممه ودوله، قوامها الحرية والديمقراطية لكل الشعوب والعدالة والسلم والمساواة بين الأمم بعيداً عن نزعات العنف والحروب ولكن مع التقدم الزمني أصبح في وسع المرء أن يلاحظ كيف تتسع الفجوة بين خطاب دعاة النظام الدولي الجديد وبين الواقع.
فها هي النزعة العسكرتارية الشمالية-والغربية تتفاقم لندخل طوراً من الصراعات والحروب يصبح الجنوب ساحتها الرئيسية. ولقد كانت حرب الخليج أكثر تلك الآلام جميعاً شدة على النفس لكنها كانت أسطع الأدلة التي نحتاج كي نختتم بها حجتنا على إجحاف هذا النظام الدولي الجديد، إنها جاءت أول صفحة سوداء في سيرته الذاتية بقدر ما توجت عملية بناء أركانه قبل أن يستسلم الاتحاد السوفيتي إلى انفجاره المدوي.
وهذا الكتاب يحاول أن يتقص معطيات العلاقة بين قيام النظام الدولي الجديد واندلاع حرب الخليج بكل خلفياتها وأبعادها، ويقيم حصيلتها الاستراتيجية كما يستطلع آفاق العالم العربي في ظل نظام كهذا وذلك من خلال تحليل آثار تلك الحرب عراقياً ، وإقليمياً ودولياً، وصولاً إلى رسم صورة عامة لمستقبل المنظمة العربية وموقع كياناتها في "الجمهورية الفاضلة" للنظام الدولي المسمى "جديداً".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد