انصبّ إهتمام رواد البحث السيكولوجي في الوطن العربي، ومنذ أواخر العشرينات من هذا القرن، على موضوع الذكاء وطُرُق قياسه، وجاء القسم الأكبر من إسهاماتهم متمحوراً حول الإختبارات العقلية وأبعادها العلمية والعملية.وقد توزعت أبرز المحاولات العربية التي جرت في هذا المضمار على...
انصبّ إهتمام رواد البحث السيكولوجي في الوطن العربي، ومنذ أواخر العشرينات من هذا القرن، على موضوع الذكاء وطُرُق قياسه، وجاء القسم الأكبر من إسهاماتهم متمحوراً حول الإختبارات العقلية وأبعادها العلمية والعملية. وقد توزعت أبرز المحاولات العربية التي جرت في هذا المضمار على ثلاث فئات: 1-ترجمة الإختبارات الأجنبية لقياس ذكاء الراشدين كما هي أو تعريبسها، 2-تعديل بعض هذه الإختبارات لكي تنسق مع خصوصيات البيئة العربية، 3-الإعداد المحليّ لأدوات قياسية تتوافق وخصائص الواقع العربي بكل تجلّياته الحضارية والثقافية.
غير أن الملفت في الأمر أن المحاولات من الفئة الأخيرة لم تتعدّ الثلاث على إمتداد ما يقرب من نصف قرن كامل من العمل السيكولوجي العربي، ولما كان من العبث قياس ذكاء الراشدين العرب بناءً على مقاييس لا علاقة لها بيئتهم المحلّية وبمكوّناتها الأساسية، فقد قام الدكتور الغالي أحرشاو بمحاولة رابعة في هذا الإتجاه، تستدرك ما في المحاولات السابقة من عيوب وثغرات، وتستكمل بناء أداة قياسية لقياس ذكاء الراشدين ترتبط إرتباطاً عضوياً بالمقوّمات الحضارية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية للواقع المحليّ العربي... فكان هذا الكتاب.