هل من علاقة بين الثقافة والخصوبة؟... بين الخطاب الديني والواقع التناسلي؟... بين الممارسات السوسيوثقافية والإقتصاد الجنسي؟.... ما طبيعة هذه العلاقة إنْ كانت موجودة، وكيف تتشكّل وتتمظهر في الواقع؟... هذه التساؤلات المعرفية المشروعة وغيرها هي التي دفعت المؤلِّفين إلى...
هل من علاقة بين الثقافة والخصوبة؟... بين الخطاب الديني والواقع التناسلي؟... بين الممارسات السوسيوثقافية والإقتصاد الجنسي؟.... ما طبيعة هذه العلاقة إنْ كانت موجودة، وكيف تتشكّل وتتمظهر في الواقع؟...
هذه التساؤلات المعرفية المشروعة وغيرها هي التي دفعت المؤلِّفين إلى وضع هذا البحث حول الخصوبة والإنجاب، على ضوء عدّة اعتبارات أهمّها: الإنفجار الديموغرافي؛ إختلال التوزيع السكاني بين الريف والمدينة؛ ارتفاع نسبة الشباب إلى مجموع عدد السكان؛ اضطراب التنظيم الإجتماعي وما يولِّده من توترات سياسية؛ التحوّلات السريعة والعميقة التي يشهدها الحقل الديني والسياسي من جهة، والتغيّرات الطارئة على النسق المألوف للممارسات الجنسية من جهة أخرى، إعادة النظر الجارية في قيم الذكورة والأنوثة، ووضعية كلّ من المرأة والعائلة في المجتمع؛ ثوابت الثقافة الدينية في ترتيب العلاقات الإجتماعية والسياسية والإقتصادية، ومتغيّرات هذه الثقافة فيما خصّ القضايا المتعلقة بالمرأة والجنس والإنجاب...
وإذا كانت آليات البحث السوسيولوجي تقتضي توزيع إهتمامات الباحثين على هذه الإعتبارات مجتمعة وفق مقاربة منهجية تفصل وتميّز بين ما هو إجتماعي، إقتصادي، سياسي أو ثقافي، إلا أن هذه المقاربة لا تتضمن موقفاً إختبارياً بقدر ما تسعى إلى توفير معطيات ودراسات تتيح المقارنة بين بنيات وعلاقات، بين مؤسّسات ومعتقدات، في مناطق مختلفة من المجتمع العربي، على نحو يسمح بالتعرّف على الثابت والمتحوّل فيه، وكذلك بمعرفة هذا المجتمع خارج كل خطاب أيديولوجي مسبق