-
/ عربي / USD
يعد باروخ سبينواز واحداً من أشهر فلاسفة العصر الحديث في الغرب وواضع أسس الفلسفة العقلية في القرن الثامن عشر، قيل عنه: إنه فيلسوف مقنع يقول يقول نصف الحقيقة ويترك النصف الآخر للذكاء أو للتاريخ أو للتطور الطبيعي، وهو الفيلسوف الذي طبق منهج الأفكار الواضحة والمتميزة في ميدان الدين والعقائد، فليس العقل فقط هو أعدل الأشياء قسمة بين الناس، بل هو أيضاً أفضل شيئ في وجودنا ويكون في كماله خيرنا الأقصى.
ورسالة اسبينوزا في اللاهوت والسياسة يحددها هو بنفسه "وفيها تتم البرهنة على أن حرية التفلسف لا تمثل خطراً على التقوى أو على السلام في الدولة، بل أن القضاء عليها يؤدي إلى ضياع السلام والتقوي ذاتها". للرسالة إذن هدفان: الأول اثبات أن حرية الفك لا تمثل خطراً على الإيمان، أو بتعبير آخر، أن العقل هو أساسي الإيمان، والثاني اثبات أن حرية الفكر لا تمثل خطراً على سلامة الدولة، أي أن العقل أيضاً هو أساس كل نظام سياسي تتبعه الدولة.
أيضاً تحمل رسالة سبينوز دراسة الصلة بين الدين والدولة، أو كما يقول هو: بين اللاهوت والسياسة، فاللاهوت ليس نظرية في الله فقط بل ينشأ عنه نظام اجتماعي كذلك، وليس الدين عقائد فحسب بل ينشأ عنه نظام سياسي كذلك، والحقيقة أن رسالة اسبينوزا هي كذلك دراسة لمصير الوحي في التاريخ وكيف أنه ينقلب إلى الضد إذا ما اسيء فهمه، فالمسيحية دعوة للروح وللسلام وللتضحية تتحول إلى مجتمع عاصٍ، والإسلام دعوة لاقامة أمة أخرجت للناس، "كنتم خير أمة أخرجت للناس..." ينقلب إلى مجتمع يسوده التخلف ويحكمه الاستعمار. إذن يدرس اسبينوزا هذا القلب، قلب الروح إلى مادة والوحي إلى كتاب، والمعنى إلى حرف، والتدين إلى خرافة، والتقوى غلى طقوس وشعائر، والإيمان إلى تعصب، والدين إلى وثنية... إلى آخر ذلك من مظاهر تنتهي بالضرورة إلى سقوط مادي بعيداً عن قيم الدين الأصلية وهدفها الذي يتوق إلى رفعة الإنسان...
توزَع الكتاب على عشرون فصلاً تشتمل على فلسفة اسبينوزا في اللاهوت والسياسة وكل ما يتصل بهما من حرية الفكر والتعبير وغيرها....
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد