-
/ عربي / USD
يمكن اعتبار هذا الكتاب بمثابة المقدمة الابستمولوجية لمشروع محمد أركون الفكري. ففيه يتحدث عن الصعوبات المعرفية التي تحول بينه وبين التواصل مع الجمهور الإسلامي العريض. ويعيد هذه الصعوبات إلى عقبات ابستمولوجية راسخة في العقول. وبالتالي، فلا بد من زحزحتها أو إزالتها لكي يتم هذا التواصل. فالمعرفة الصحيحة لا يمكن أن تنهض إلا على أنقاض المعرفة الخاطئة، كما كان يقول غاستون باشلار. وهذه هي أحد المرجعيات الأساسية لمحمد أركون.
وفيه أيضاً، ينتقد أركون منهجية الاستشراق الكلاسيكي من خلال أحد رموزه الكبرى: المؤرخ كلود كاهين. ويدعو إلى تفكيك الخطاب التقليدي، والخطاب الاستشراقي عن التراث الإسلامي في آن معاً. كما يتحدث أستاذ تاريخ الفكر الإسلامي في السوروبون عن أهم المسائل التي تشغل العرب والمسلمين حالياً: كالأصولية، والعولمة، والتسامح، والصراع مع الغرب، وكيفية تقييم التراث لكي يصبح عامل نهوض، لا عامل كبح أو لجم أو عرقلة أو نكوص...
ثم يتحدث محمد أركون لهاشم صالح في أربع مقابلات متتالية عن بعض المحاول الفكرية التي كانت قد شغلته منذ أربعين سنة وحتى اليوم. باختصار، فإن محمد أركون ينتقل من الدعوات النظرية لتجديد التراث إلى التنفيذ العملي لهذا التجديد بالذات. ويقوم بذلك بكل تمكّن واقتدار...
وأخيراً، فإن هذا الكتاب ليس إلاّ فاتحة لسلسلة من الكتب القادمة التي ستوضّح الملامح العريضة لمشروع محمد أركون الفكري الكبير: مشروع نقد العقل الإسلامي، بالمعنى التاريخي فالانتربولوجي فالفلسفي لكلمة نقد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد