الذين يعيشون في العالم الثالث، أو الجنوبي كما يصنف اليوم، وتشغلهم قضاياه الجوهرية، وتستبد بهم مشروع نماء شعوبهم، هؤلاء لا يمكنهم التحرك في بلدانهم من دون أن يعرفوا أناسها ومسالكها وأمكنتها ومآزقها، أي من دون أن يطرحوا سؤالاً ضخماً وضرورياً: من أي عمق تاريخي أتت أوطانهم...
الذين يعيشون في العالم الثالث، أو الجنوبي كما يصنف اليوم، وتشغلهم قضاياه الجوهرية، وتستبد بهم مشروع نماء شعوبهم، هؤلاء لا يمكنهم التحرك في بلدانهم من دون أن يعرفوا أناسها ومسالكها وأمكنتها ومآزقها، أي من دون أن يطرحوا سؤالاً ضخماً وضرورياً: من أي عمق تاريخي أتت أوطانهم ومشاكلها الى الحاضر؟ والجواب على هذا السؤال يقتضي الإسهام في مجهود إعادة كتابة تاريخ البلاد على نحو أفضل وحتى مغاير ومعاكس حينما يقتضي واجب قول الحقيقة ذلك. وكل هذا العمل لا يمكن أن ينجز بدءاً إلا بإفشال عقم المضمون وجدب القول في التاريخ الإخباري التقليدي والرسمي.