"العولمة" الوحشية السائبة السائدة، التي تتسع فيها شقة التعاون بين الأفراد وبين المجتمعات والأمم، والتي تحمل في صميم منطلقاتها التفاوت وعدم المساواة والصراع وهيمنة القوي على الضعيف، كيف تعمل على تنظيمها وضبطها، وكيف نحيلها نزعة "عالمية" إنسانية رائدها التعاون والتفاعل بين...
"العولمة" الوحشية السائبة السائدة، التي تتسع فيها شقة التعاون بين الأفراد وبين المجتمعات والأمم، والتي تحمل في صميم منطلقاتها التفاوت وعدم المساواة والصراع وهيمنة القوي على الضعيف، كيف تعمل على تنظيمها وضبطها، وكيف نحيلها نزعة "عالمية" إنسانية رائدها التعاون والتفاعل بين الأفراد وبين الثقافات والأمم؟ وما السبيل إلى وقف انحطاط الحضارة الإنسانية، في عالم تتهاوى فيه القيم، وتسوده عبادة اللذة والنرجسية والأنانية والفردية، ويحكمه افتراس الإنسان للإنسان؟ هذه الأسئلة هي بعض ما يحاول الإجابة عنها المؤلف في هذا الكتاب، وذلك حين يدعو إلى استثمار طاقات الإنسان العقلية والروحية، وإلى دفع الإنسان عن طريق الوعي والإرادة إلى أن يتجاوز نفسه، وإلى أن يغالب فكرُه فكرَه.
ويركز المؤلف على دور التربية ودور الثقافة، مبيناً ما ينبغي أن يتوافر فيها من أهداف ووسائل، موضحاً بوجه أخصّ دور التربية العربية-بعد تحديثها-ودور الثقافة العربية الإسلامية-بعد إغنائها من خلال تفاعلها مع الثقافات العالمية الكبرى-في هذا السعي الدائب على توليد حضارة جديدة بالإنسان حقاً وفعلاً.