يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "إن غياب الإنتاج الثقافي واضح جلي في بلداننا بالعالم الثالث، أي في ثلاثة أرباع البشرية، وذلك منذ أن تفككت الرقاع الحضارية الكبرى بمفعول صدام الحداثة والاختراق الغربي، أي منذ قرن تقريباً". ويقصد المؤلف بالثقافة هنا أي الثقافة الفكرية والروحية...
يقول المؤلف في مقدمة كتابه: "إن غياب الإنتاج الثقافي واضح جلي في بلداننا بالعالم الثالث، أي في ثلاثة أرباع البشرية، وذلك منذ أن تفككت الرقاع الحضارية الكبرى بمفعول صدام الحداثة والاختراق الغربي، أي منذ قرن تقريباً". ويقصد المؤلف بالثقافة هنا أي الثقافة الفكرية والروحية والعلمية والفنية، إذ أن الثقافة الشعبية مازالت حية إلى حد ما، وبالتالي يمكن القول أن الثقافة الإسلامية تمر بأزمة خطرة تجلت في تراجع الفكر العربي وتقدم ركب الثقافة الحديثة العربية الأصل والشكل، والتي أصبحت قادرة على احتضان البشرية كافة.
هذا التراجع الهائل في الثقافة الإسلامية هو الذي دعا "هشام جعيط" إلى تدوين هذا الكتاب الذي يضم بين طياته دراسات فكرية تركز على الأزمة الثقافية التي يشهدها العالم الإسلامي بشكل عام والوطن العربي بشكل خاص، وهدفه التنبيه على مدى التخبط الذي يشهده العالم الإسلامي في ظل تناقضات المفاهيم الحديثة. ومن أهم المواضيع التي طرحها المؤلف في دراسته هذه نذكر: أمة الثقافة العربية الإسلامية، نحن والآخرون، الثقافة والسياسية في العالم العربي، جدل التاريخ والثقافة والدين في المغرب الإسلامي.