ضمن إطار الموضوع المثار حول قضية الشك في أدب الجاهلية، يتناول الباحث في هذا الكتاب موضوع الشك في شعر عنترة خاصة. حيث قام بدراسة ديوان هذا الشاعر الجاهلي المعروف المأخوذ من الرواة الأوائل، وما لحق هذا الديوان من أشعار نسبت إلى عنترة بعد ظهور سيرته، وما وجد مثبوتاً خارج...
ضمن إطار الموضوع المثار حول قضية الشك في أدب الجاهلية، يتناول الباحث في هذا الكتاب موضوع الشك في شعر عنترة خاصة. حيث قام بدراسة ديوان هذا الشاعر الجاهلي المعروف المأخوذ من الرواة الأوائل، وما لحق هذا الديوان من أشعار نسبت إلى عنترة بعد ظهور سيرته، وما وجد مثبوتاً خارج الديوان في الكتب الأدبية واللغوية وغيرها. وقد أراد الباحث من دراسته هذه أن تكن تطبيقاً حصرياً لقضية الشك، يركز فيها على نتاج محدود صادر عن أكثر شخصية أدبية جاهلية أصاب شعرها الوضع والنحل والتحريف، وساهم في تشويه شعرها وتجميله أحياناً أكبر عدد من الرواة والوضاعين، حتى وجد الباحث في مخولها آثار أقدام عباسية جليه كشعر المتنبي وأبي فراس الحمداني وخاصة الشريف الرضي. وهذه الحصرية سمحت للباحث باستقصاء البحث والتعمق فيه بصورة شمولية تكون نموذجاً لكل الشعر الجاهلي. ولئن كان عنترة من أكثر الشعراء الذين تعرض شعرهم للشك، فذلك لأنه دخل في عالم الأسطورة من باب واسع وأسهم في حوك قصته وما فيها من شعر شعوب كثيرة وأجيال متعاقبة. فلا عزو أن يجب الباحث في شعره حتى أبياتاً من القرن الرابع الهجري. وهذا ما جعل دراسته دراسة للنموذج الأكثر تعبيراً عن مشكلة الشك في شعر الجاهلية وقد جاءت الدراسة في هذا الكتاب ضمن أربعة أقسام ونتاج عام: القسم الأول: يتناول معلقة عنترة بنظرة عامة، ثم ما أصابها من التصحيف والتحريف، ويتناول كذلك تعدد رواياتها في الديوان والمختارات الشعرية، وما أقحم عليها وطوّل فيها وما غني به منها، مكتفياً منها الباحث نموذجاً في هذه المواضيع، لكل شعر عنترة. وأما القسم الثاني فهو يتناول شعر عنترة المقول انه ثابت له وذلك بدراسة رواياته في الديوان وفي كتاب الأغاني، وما يتشابه منه وشعر شعراء آخرين كسحيم عبد بني الحسحاس وأعش همدان، وبإلقاء النظر على قصائد غلب ظن الباحث أنها مزيدة أو مختلفة أو متواضعة ولا يبدو بعضها منتمياً إلى روح عنترة الشعري. وفي القسم الثالث يتناول شعر عنترة المشكوك فيه، وذلك دراسة مظاهر النحل في ذلك الشعر وأبعادها من خلال مقارنة شعر عنترة هذا بشعر بعض القدماء والمحدثين، ولا سيما الشريف الرضيّ، واستكشاف صاحب مخول عنترة وسيرته، والنظر في جميل مخوله وقيمه ومتناقضة وسخيفة، ثم في عيوب ذلك المخول اللغوية والعروضية، وتأمل ما فيه من العبارات الدينية ومن آثار الحداثة، وما ينبغي استبعاد وتدعه من الحوادث المذكورة في شعره، وما يدل على أثر النزاع الشعوبي فيه. والقسم الرابع يتناول شعر عنترة في المصادر المختلفة الأخرى، ولا سيما شعر الشواهد، سواء في ذلك المصادر اللغوية أو المصادر العلمية أو المصادر الفنية أو مصادر الثقافة العامة. وأخيراً يأتي النتاج الذي سيكون تلخيصاً وتقويماً لما ورد في الكتاب كله.