استعرض لنا المؤلف الجهاد في الإسلام لم يكن دائماً يعني السيف والعنف، وإن كان بحق معركة متواصلة، متعددة الأوجه، لطالما دفعت عجلة التاريخ الإسلامي في مختلف حقبه، فالجهاد المسلّح لم يكن سوى مظهر واحد من مظاهر الجهاد المتعددة والمتنوعة (جهاد، مسلح، جهاد سلمي، جهاد الكفّار،...
استعرض لنا المؤلف الجهاد في الإسلام لم يكن دائماً يعني السيف والعنف، وإن كان بحق معركة متواصلة، متعددة الأوجه، لطالما دفعت عجلة التاريخ الإسلامي في مختلف حقبه، فالجهاد المسلّح لم يكن سوى مظهر واحد من مظاهر الجهاد المتعددة والمتنوعة (جهاد، مسلح، جهاد سلمي، جهاد الكفّار، جهاد البُغاة والخوارج، جهاد هجومي، جهاد دفاعي، جهاد نفسي ووجداني، جهاد فردي، جهاد جماعي...)، وقد كان المسلمون يجدون دائماً في القرآن الكريم والسنّة ما يدعم كل مظهر من مظاهر الجهاد في حياتهم. كذلك لم يكن الجهاد في الإسلام محكوماً بنظرية مسبقة، بل أن جملة من العوامل التاريخية أثرت في الجانب النظري، مثل حركة الفتوحات وممارسات الدولة الأموية في مجالات الإدارة والقضاء والخراج ومعاملة أهل الذمّة والعلاقات الدولية... كما أن سلوك بني أميّة منذ أحداث الفتنة الكبرى وطريقة تعاملهم بالنصّ والسنّة وتقتيلهم لكير من مناوئيهم متسلحين بفتاوى صادرة عن العلماء والفقهاء، وتحويلهم الخلافة إلى "ملك غموض"... كل ذلك بدّل كثيراً في مفهوم الجهاد وأدى تدريجاً إلى دخلنته.
في هذا الإطار من "جدلية الديني والسياسي" الدقيقة، استعرض لنا المؤلّف، محمد الرحموني، مواقف العلماء المسلمين ممن عاشوا في القرنين الحاسمين اللذين تمّ فيهما التنظير الفقهي لجهاد المخالفين من أهل الملّة، واختار لذلك أعلاماَ من أهل السنّة وآخرين من الشيعة، كما قلب هذه المواقف من وجوهها المختلفة بصفتها فقهية أو كلامية أو صوفية...