الكتاب هو الثاني في دراسة المؤلف حول نظريات الشعر عند العرب (الجاهلية والعصور الإسلامية). وفي هذا الجزء من البحث، سيدرس المؤلف المفاهيم ومصطلحاتها، مبتدءاً بالمصطلحات والمفاهيم التأسيسية المتصلة بعمود الشعر والفحولة وبما خرج عليها، معقباً بالمصطلحات والمفاهيم النقدية...
الكتاب هو الثاني في دراسة المؤلف حول نظريات الشعر عند العرب (الجاهلية والعصور الإسلامية). وفي هذا الجزء من البحث، سيدرس المؤلف المفاهيم ومصطلحاتها، مبتدءاً بالمصطلحات والمفاهيم التأسيسية المتصلة بعمود الشعر والفحولة وبما خرج عليها، معقباً بالمصطلحات والمفاهيم النقدية ذات الأصول أو الأبعاد الغيبية والمعنوية والنفسية واللفظية، مختاراً في هذه أهمها، وليس كلها، محاولاً تقديم ما يشبه المواد الموسوعية التي يمكن أن تخدم الدارسين ومؤلفي دوائر المعارف العربي والأجنبية التي تعنى بالنقد الأدبي العربي. وقد يجيء الكلام على بعض ذلك مفصلاً أكثر من الكلام على بعضه الآخر، لا لاختلال في الدرس وفي العناية بالمصطلحات والمفاهيم؛ بل لأن بعض المفاهيم والمصطلحات أكثر أهمية من بعض، أو لأن المعلومات المتوافرة عن بعضها تزيد على ما يتوافر عن غيرها، كما أن المفاهيم الفرعية قد ترد ضمن المفاهيم الأساسية، ولا سيما تلك التي بلغت حدود النظرية أو دخلت فيها، مثل الفحولة وعمود الشعر فَتَحْتَ هذين سترد مصطلحات تابعة لهما مثل الأحكام والبريز والبديهة والارتجال والمشاكلة والمناسبة، الخ. على أن القول سيفَصَّل في بعض تلك المصطلحات التابعة ضمن فصول مستقلة، مثل فصول الشرف والجزالة والعذوبة وغيرها، إذ يقال فيه كلام قليل، وربما متفرق، يناسب المفهوم الأساسي، ثم يوسّع البحث فيه، في المكان المناسب، ضمن الفصل الخاص به. ولا بد أن تلتقي بعض مواضيع هذه الدراسة مع مواضيع الجزء الأول من هذا الكتاب لإكمال الصورة، وعلى وجه الاختصار، غالباً، إلا إذا كان البحث يقتضي التوسّع أحياناً، ولهذا من الطبيعي أن يهمل المؤلف كثيراً من المصطلحات والمفاهيم النقدية التي توسع في شرحها في الجزء الأول مثل مفهومي المحاكاة والتخييل، ما لم تكن من الأهمية بحيث يستحيل تركها، أو التوسع فيها بحيث يبدو ما ورد في صددها في الجزء الأول غير وافٍ.