-
/ عربي / USD
هذه الدراسة المقدمة بين أيدي القارئ هي صياغة معربة ومختصرة ومعدلة عن أطروحة دكتوراه تحت مناقشتها في جامعة السوريون سنة 1994. والعنوان الأصلي هو التالي: Essaide critique de la raison theologique. LE example de Mohammad Abdo، وكانت الأطروحة قد أعدّت تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمد أركون. وها هي تنشر الآن معدلة بالعربية تحت عنوان "محمد عبده، قراءة جديدة في خطاب الإصلاح الدينى".
والغاية تقديم قراءة تكون أكثر قدرة على تفسير الواقع المعقد للإصلاح الديني في الإسلام من خلال تشريح تجربة من تجاربه الرئيسية، بل التجربة الأهم، تلك التي جسدها محمد عبده (1849-1905) وعنها تفرقت تجارب عديدة في الكثير من الأجزاء العربية والإسلامية. وسؤالان يتبادران إلى الذهن عند تصفح القارئ لهذه الدراسة حول الأستاذ الإمام، وهما: هل بالإمكان إضافة الجديد إلى الدراسات حول محمد عبده وحركة الإصلاح؟ وكيف يمكن استخراج هذا الجديد من نصوص باتت معروفة.
لذا كان لا بد للباحث من فهم خطاب عبده فهماً جديداً، وأما طموحه الأكبر فهو المساهمة في تجديد التعامل مع الخطابين التاريخي والديني. وأما لماذا محمد عبده كمحور لهذه الدراسة. فذلك يعود لسببين: الأول أن محمد عبده يمثل ذروة التجديد في الخطاب الديني، ومن خلال أعماله يمكن بيان التعارض الهيكلي بين البنيات التقليدية لهذا الخطاب والرؤية الجديدة للعالم الذي تميز الحداثة، الثاني أنه علم مشهور فمن خلاله يمكن تحليل آليات فكر جمعي لا مواقف منعزلة لكاتب لا يمثل إلا نفسه.
وفي سبيل هذه الغاية عمد الباحث إلى دراسة ثلاثة نماذج من التوظيف. أ-توظيف عبده لنصوص التراث العربي الإسلامي. ب-توظيف عبده لنصوص الحداثة الأوروبية. ج-توظيف الأجيال العربية لنصوص عبده (ويلحق بهذا القسم قراءات المستشرقين لهذه النصوص، لأسباب بينها الباحث في ثنايا الدراسة).
هذا وإن ظاهرة التوظيف تمثل الخيط الرابط بين أجزاء الدراسة، لأن مجموع القراءات التي يقوم بها عبده أو يخضع لها تتم ضمن تصور واحد لقضية الدلالة يغتر بالاستقرار الظاهر في سطح الخطاب فلا يبحث في تغير أشكال إثباته، مع أن هذا التغير يسفر عن أوضاع بالغة التعقيد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد