إلى أي حد نحن مقتنعون حقاً بأن الإنسان كائن حر؟ هل نحن مدركون حقاً مضامين هذه العبارة الصغيرة ومستلزماتها؟ وهل نحن مستعدون حقاً للذهاب بالنتائج المترتبة عليها إلى الحد الأقصى؟انطلاقاً من هذه الأسئلة الجوهرية، ومن دون أي التواء أو انحراف أو تهرب وراء تاريخ الأفكار...
إلى أي حد نحن مقتنعون حقاً بأن الإنسان كائن حر؟ هل نحن مدركون حقاً مضامين هذه العبارة الصغيرة ومستلزماتها؟ وهل نحن مستعدون حقاً للذهاب بالنتائج المترتبة عليها إلى الحد الأقصى؟ انطلاقاً من هذه الأسئلة الجوهرية، ومن دون أي التواء أو انحراف أو تهرب وراء تاريخ الأفكار والمذاهب، يعالج المؤلف سؤال الحرية في الوجود الإنساني، الشخصي والاجتماعي، مستكملاً أبحاثه السابقة الأصيلة، بدءاً بكتابه الشهير عن ابن خلدون.
إن الأفق الذي يرتبط به تفكير المؤلف أفق إنساني كوني، محدد باهتمامه كفيلسوف له طريقته الخاصة في معالجة القضايا الإنسانية، ومشروط بانفتاحه على العولمة، ولكنه يظهر كأفق كوني من موقع ثقافي تاريخي معيّن، هو موقع الشعوب العربية الباحثة عن طريق للخروج من أزماتها المتعاقبة منذ ما يقرب من نصف قرن... وهذه الطريق شاقة وطويلة، متعددة المسالك والمستويات، لكنها تنطلق، في رأي المؤلف، من باب رئيسي واحد، هو باب الحرية.
وفي اعتقادنا إلى القارئ لا يخرج من قراءة هذا الكتاب البالغ الأهمية إلا وقد امتلك رؤية جديدة حول مبدأ الحرية وقيمتها، في ما يسميه المؤلف "الليبرالية التكاملية"، ووعياً نافذاً إلى الأعمال في ما يشعر به من قلق البشرية في حركة العولمة.