لئن كانت هذه "الوراق" حول التكنولوجيا والإعلام والديمقراطية، لا تشكل كتاباً بالمعنى المتعارف عليه، إلا أنها مجموعة نصوص ومقالات ومداخلات حساسة جداً وراهنة جداً، ونشرها مؤلفها، المختص في مجال الإعلام والمعلومات والاتصالات، في فترات زمنية فهي تبقى مع ذلك موصولة بخيط ناظم...

لئن كانت هذه "الوراق" حول التكنولوجيا والإعلام والديمقراطية، لا تشكل كتاباً بالمعنى المتعارف عليه، إلا أنها مجموعة نصوص ومقالات ومداخلات حساسة جداً وراهنة جداً، ونشرها مؤلفها، المختص في مجال الإعلام والمعلومات والاتصالات، في فترات زمنية فهي تبقى مع ذلك موصولة بخيط ناظم يضمن لها النسقية الضرورية، ناهيك عن فضاء الاشتغال المشترك.
هذا وقد وضعها صاحبها بلغة عربية واضحة وميسرى ليصل بها إلى أوسع جماهير المتلقين والقراء العرب، في المشرق وخصوصاً مبوبة تحت ثلاثة عناوين رئيسية هي:
1-حدود التكنولوجيا، وفيه يتناول علاقة التكنولوجيا بالعولمة واقتصاديات السوق وقطاع الاتصالات والبحث العلمي، وصلة اللغة بالإنترنت وما يسمى بالأمية "السايبيرية"، ويتحدث عن التكنولوجيا كإيديولوجيا، والتكنولوجيا كعامل مضاد للديمقراطية، وهل هناك فعلاً ما يعرف بالديمقراطية الإلكترونية... الخ.
2-تكنولوجيا الغزو الليّن، وفيه يناقش المؤلف موضوع النظام الإعلامي العالمي ولا سيما بعد 11 سبتمبر، ومسالة الإرهاب ورهائن الإعلام، والإرهاب وتسويق الخوف، والإعلام كإدارة للجريمة، والإرهاب وصدام الحضارات، ثم ما يدعوه اليحياوي بالحروب الإعلامية أو الحروب "السيميائية"، وصولاً إلى التطبيع الإعلامي وإعلام الإحباط العربي... الخ.
3-العرب والتكنولوجيا وحال الممانعة بينهما، وفيه يتطرق المؤلف إلى ظاهرة تكاثر الفضائيات العربية والإمبراطوريات الإعلامية التي نشهدها مؤخراً، ومن أبرزها قناة "الجزيرة" القطرية، وعلاقة كل ذلك بقضية استنبات الديمقراطية وانتكاسة الحريات الإعلامية والحق في الإعلام في مجتمعاتنا العربية، وظاهرة توظيف الحركات الإسلامية لشبكة الإنترنت على نطاق واسع، ومن ثم يعرض لمسألة شمولية الاتصال إزاء خصوصية الثقافة، ومواقف المثقف العربي في الآونة الحاضرة، ولا سيما من بعض القضايا الجوهرية الكبرى...