شارك هذا الكتاب
المقاومة الوطنية العراقية، الإمبراطورية الأميركية بداية النهاية - الكتاب الثاني
الكاتب: حسن خليل غريب
(0.00)
الوصف
يعيش العالم اليوم مرحلة ما بعد التاريخ بانتصار الأنموذج الرأسمالي الغربي (هذا حسب ما عبر عنه فوكوياما في كتابه "")، وبتلك الفلسفة يدخل العالم في الحقبة "العالمية الساكنة". وللمحافظة عليها يشن أصحاب مشروع "غربنة العالم" و"أفركته" حرباً تدميرية على كل القوى التي تمانعه، وفقاً...
يعيش العالم اليوم مرحلة ما بعد التاريخ بانتصار الأنموذج الرأسمالي الغربي (هذا حسب ما عبر عنه فوكوياما في كتابه "")، وبتلك الفلسفة يدخل العالم في الحقبة "العالمية الساكنة". وللمحافظة عليها يشن أصحاب مشروع "غربنة العالم" و"أفركته" حرباً تدميرية على كل القوى التي تمانعه، وفقاً لبرنامج وضع في رأس أولوياته الإمساك بالمفاصل الجيواستراتيجية في العالم: البلقان وأفغانستان، والعراق، ولكل مفصل منها أهميته الاستراتيجية في ربط العالم بإحكام في عجلة المشروع الأم.
ولأن المفصل العراقي يمثل الحلقة الأخيرة والأهم، كان هذا الموضوع محور البحث في هذا الكتاب، إذ يرى المشروع الأميركي أن أهميته تكمن في تسهيل حركة البوابة التركية، كونها عضو في حلف شمال الأطلسي، باتجاه الخليج العربي أولاً، وكسر الطوق الأمني الضاغط على "إسرائيل" ثانياً. ولأن المشروع، وإن كان لا يرى الآخرين غلا من خلال مصالحه، فإنه بحاجة إلى إمدادات لوجستية أميركية أو دولية، فوجد في اليمين المسيحي المتطرف، وهو المعزول مسيحياً، وأيضاً في المشروع الصهيوني، حليفين أساسيين، وهذا ما حاول المؤلف معالجته في هذا الكتاب حيث أفرد له مجالاً كافياً للخروج بتفسير واضح لقواعد الصراع الاستراتيجي الذي تخوضه "إدارة جورج بوش" على أرض العراق.

أما الأداة اللوجستية التي تمّ إعطاؤها الاهتمام في هذا الكتاب، فهو الدور الذي قامت بأدائه حفنة من العراقيين، حيث قام المؤلف بالكشف عن أدوارهم، كأداة لوجستية شكلية، يتغطى بها الاحتلاف الأنجلوساكسوني للعراق، وهذا بالتالي سمح بتغطية تلك الحفنة تحت قشرة من المعارضة الديموقراطية، التي ينتسب معظم أطرافها إما إلى تيارات سياسية دينية، أو إلى تيارات عراقية سياسية، أو إلى جماعات من الأفراد الناقمين على نظام حزب البعث العراقي، إلى جانب هؤلاء وأولئك، استقدمت أجهزة المخابرات الأميركية ما كانت قد دربتهم لاستخدامهم في تلك المرحلة.

ويمكن وعلى ضوء المستجدات الحالية على الساحة العراقية الذي يتجلى باستمرار الضغط العراقي المقاوم، راحت الأنظار تتحول إلى وضع احتمالات انهيار المشروع الأميركي بكامله، وذلك إلى الحدود التي ارتفعت فيها سيناريوهات الخروج من العراق بشكل سريع كما هو مرجح.

وحول هذا الجانب قام المؤلف برصد أعمال المقاومة العسكرية والسياسية وببيان تأثيراتها، بالاستناد، وبشكل أساسي، إلى الدراسات والتقارير الأجنبية، وهو ما يعطي النتائج المستخلصة صفة موضوعة، ويضفي عليها معالم الثقة، على قاعدة "من مخك أدينك".

بالإضافة إلى ذلك قام المؤلف برصد تأثيراتها (المقاومة العسكرية والسياسية) على نقل المشروع الأميركي إلى دائرة الفشل المحتمل، هذا ما يقود التحركات الأميركية السياسية والعسكرية ليس إلى احتمالات الفشل فحسب، بل إلى احتمال انهيار الحلم الإمبراطوري الأميركي بأكمله.

وتجدر الإشارة إلى أن المؤلف كان قد عمد إلى قراءة عسكرية للعمليات العسكرية للمقاومة العراقية، من خلال تفريغ المعلومات في جداول إحصائية، إلا أنه لما وجد أن متابعة المسألة الإحصائية لا تغير في قراءة المستقبل كثيراً، ولما كانت العلميات ذات زخم وأخذت تتحول إلى طفرات نوعية، توقف عن العمل الإحصائي، لأن ما حصل خلال شهور قليلة يغطي مرحلة في غاية الأهمية، دفعت إلى الاستنتاج أن المقاومة العراقية قد ثبتت أقدامها ولا خوف عليها من التقهقر والتراجع.

بالإضافة إلى ذلك توقف المؤلف في بحثه هذا حول إشكالية افتعلتها بعض الأوساط، والتي يجمعها مسألة تجهيل هوية المقاومة العراقية، بعضها ذات علاقة بالمشروع الأميركي، ومنه ذات علاقة بأغراض أيديولوجية. وغاية المؤلف من كل ذلك هو استشراف رؤية فكرية يمكن اقتصارها بمدى انعكاسات وتداعيات تلك الحرب على صياغة تاريخ جديد للعالم خال من الأحلام الإمبراطورية. وتلك الرؤية هي بمثابة بداية لتأسيس فلسفي عملي جديد تدور حول التفتيش عن حل لإشكالية تقوم على أساس أن الأممية الإنسانية حاجة وواقع، والعلاقات الإنسانية القائمة على الانجذاب إلى القومية الإنسانية حاجة وواقع أيضاً.
التفاصيل

 

سنة النشر: 2004
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 559
عدد الأجزاء: 1

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين