جهد إبداعي خارق بذلته الأديبة غادة السمان على مدى أكثر من أربعين عاماً، كانت حصيلته نحواً من أربعين كتاباً، تتراوح ما بين الشعر، والقصص والنقد، وأدب الرحلات، والمقابلات الحوارية، وبالطبع الرواية. وشكل هذا الجهد الإبداعي نوعاً من المغامرة الأدبية التي منحت صاحبتها، بنظر واضعة هذه الدراسة، الدكتورة ماجدة حمود، صوتاً خاصاً ومتميزاً في مجال الأدب العربي المعاصر عموماً، والرواية العربية الحديثة خصوصاً، رأت أنه يستحق الدراسة... فكان هذا الكتاب.
تتناول المؤلفة بالتأمل والتحليل، بالدرس والمقارنة، روايات غادة السمان الخمس حتى الآن، ابتداءً من "بيروت 75" وانتهاءً بـ"سهرة تنكرية للموتى"، مشددة على وجود مشروع روائي لدى السمان، تحاول العمل عليه والتفرغ له في جميع أعمالها الروائية، وساعية إلى تطوير هذا المشروع باستمرار وإغنائه شكلاً ومضموناً، يمكن إيجازه بأنه تصوير ومعايشة الإنسان العربي الذي قهرته الحروب وشوهته القيم الزائفة وهذه القمع، ومن ثم تجسيد خصوصية هذه المعاناة عبر بناء مبتكر.

كتاب عن روايات، أجل لكنه أيضاً عن كاتبة كرست حياتها وفنها لحرية أمتها، وأخلصت العطاء لفتها، ومنحت الإبداع الحق كل طاقاتها ومواهبها، فحققت تطوراً مرموقاً في جماليات رواياتها، ولم تعرف تجربتها الإبداعية التكرار.