وأخيراً قرر محمد المبيريك أن يغادر قلعة الصمت الثقيلة التي فرض على نفسه العيش فيها، ودفع إلى المطبعة بمقالات عدة له تعكس خبرته وتبدد حيرته، متلمساً عبرها الطريق إلى تحديث الحياة العربية وإصلاح النظم السائدة، وذلك بأسلوب رصين وتحليل هادئ، لا تصدق أن وراءهما شخصية مشحونة...
وأخيراً قرر محمد المبيريك أن يغادر قلعة الصمت الثقيلة التي فرض على نفسه العيش فيها، ودفع إلى المطبعة بمقالات عدة له تعكس خبرته وتبدد حيرته، متلمساً عبرها الطريق إلى تحديث الحياة العربية وإصلاح النظم السائدة، وذلك بأسلوب رصين وتحليل هادئ، لا تصدق أن وراءهما شخصية مشحونة بالتوتر والاحتقان التاريخي والألم العميق الصادر عن نفس صادقة لطالما تحول صدقها عبئاً على صاحبها. محمد المبيريك بين أفكاره الحديثة، لكن الضاربة في جذور بلاده والعابقة بإرث المقدسات ومسؤولية حمايتها، هو كما النحلة بين الأزهار، رحيقها كأس تمتزج فيه حلاوة الأمل ومرارة الخيبة، وقفيرها جمع من أحرار طمحوا في بداية حياتهم إلى تغيير العالم، وصار جل أملهم اليوم أن يتغيروا هم.
محمد المبيريك ما زال حالماً بتغيير العالم، وما زال واثقاً من أن من لم تغيره كل هذه العقود وقسوتها، لن يتغير اليوم... وكتابه هذا الشهادة حية على ذلك.