يتناول هذا البحث ظاهرة الإسلام الحركي ويقرأ في أدبيات الأحزاب والحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي. لكن اتساع الموضوع وتشابكه حتماً أن تكون مقاربته مخصوصة، محددة ودقيقة، فكان أن اقتصرت على تشخيص وتحليل البناء النظري لفكر الإسلاميين وتصوراتهم المتعددة...

يتناول هذا البحث ظاهرة الإسلام الحركي ويقرأ في أدبيات الأحزاب والحركات الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي. لكن اتساع الموضوع وتشابكه حتماً أن تكون مقاربته مخصوصة، محددة ودقيقة، فكان أن اقتصرت على تشخيص وتحليل البناء النظري لفكر الإسلاميين وتصوراتهم المتعددة والمتنوعة المعروضة في مؤلفات أبرز رموزهم حول طبيعة الحكم الإسلامي، وأسس المجتمع الإسلامي، وطبيعة العلاقة بالآخر ولا سيما الإنسان في الغرب وحضارته وأفكاره ومنظوماته القيمية والسياسية والاجتماعية.
كذلك اهتم البحث اهتماماً بتقصي المبادئ الأساسية التي يقوم عليها خطاب الحركيين الإسلامويين الاجتماعي والسياسي، وما يتميز به من انشداد إلى السلف، وتمحور على الذات، ومثالية في الطموح وطوباوية في الأهداف، وعنف إقصائي في الوسائل، ووعظ أخلاقي في الدعوة، وإثارة للعواطف الدينية في التعبئة... الخ، ووعظ أخلاقي في الدعوة، وإثارة للعواطف الدينية في التعبئة... الخ، الأمر الذي جعل مشروعهم بشكل عام مفارقاً لروح العصر، متعالياً على الواقع، وغائباً عن هموم الناس ومشاغلهم الحقيقية. وحتى في الحالات القليلة التي وصلوا فيها إلى سدة الحكم، لم تتحقق الدولة المثالية ولا قام المجتمع الفاضل، وأقصى ما يقدمونه حين تشتد عليهم الأزمة ويضيق عليهم الخناق هو المطالبة بتطبيق الشريعة والخضوع لحكم الله... وهذا كله لا يعين على انتشال مجتمعاتنا وثقافتنا من خطر التهميش الحضاري ويقيها مزالق التقوقع والغرور الزائف، أو يوفر الحلول التي نحن بأمس الحاجة إليها.