ثمة تصورات عديدة للإسلام فرضتها طبيعة الانتماءات المعرفية والإيديولوجية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمسلمين. وهذا يعني أن الإسلام التاريخي هو إسلام متعدد، ومن هنا يمكن القول إن "إسلام الفلاسفة" هو واحد ضمن متعدد.الإشكالية المحورية لهذا البحث هي: كيف...
ثمة تصورات عديدة للإسلام فرضتها طبيعة الانتماءات المعرفية والإيديولوجية والتاريخية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية للمسلمين. وهذا يعني أن الإسلام التاريخي هو إسلام متعدد، ومن هنا يمكن القول إن "إسلام الفلاسفة" هو واحد ضمن متعدد.
الإشكالية المحورية لهذا البحث هي: كيف استطاع الفلاسفة المسلمون أن يجمعوا بين معرفتين إحداهما لا سلطان فيها إلا للعقل (الفلسفة أو الحكمة)، والأخرى لا تستقيم إلا بالتسليم والإذعان لأوامرها (الشريعة السماوية)؟ ومن ثم كيف كان تصورهم للإسلام في ظل انتمائهم للفكر الفلسفي؟ وهل حاولوا تطويع المعرفة الفلسفية لصالح ما تلقوه من تعاليم إسلامية منذ نشأتهم؟ أم أنهم سعوا إلى تأسيس فهم جديد لتلك المعارف الشرعية لتتلاءم وتفكيرهم الفلسفي ومنهجهم في تصورهم للعالم وفهمهم للأشياء؟ ثم ما هي الاختيارات التي كانت تسمح بها مرونة الثقافة السائدة في المجتمع العربي والإسلامي لمتبني علوم الأوائل وفي طليعتها الثقافة الإغريقية؟ وفي أي ظرف زوال هؤلاء الفلاسفة أعمالهم؟... إلى ما هنالك من تساؤلات.
هذا ما يسعى هذا البحث إلى الإجابة عنه من خلال النظر في مواقف أبرز الفلاسفة المسلمين في القضايا العقائدية التي عالجوها من وجهة نظرهم الفلسفية، وبذلك نرصد تجليات "إسلام الفلاسفة" في مختلف المسائل الإيمانية والجوانب الدينية التي تناولوها بالدرس، بما يسمح لنا بالوقوف على خصوصية إسلامهم ومميزاته.