لا يرم هذا البحث التأريخ العام لعلم الكلام ولا الدراسة المجهرية لمقالاته واتجاهاته وأطواره وقضاياه، فبالإمكان الظفر بذلك بنسب متفاوتة من الجدة والعمق في أعمال عدة دارسين عرب ومستشرقين، إنما يروم الوقوف على كثب على الإشكاليات التي يطرحها علم الكلام من حيث هو حقل دراسي وعلم...
لا يرم هذا البحث التأريخ العام لعلم الكلام ولا الدراسة المجهرية لمقالاته واتجاهاته وأطواره وقضاياه، فبالإمكان الظفر بذلك بنسب متفاوتة من الجدة والعمق في أعمال عدة دارسين عرب ومستشرقين، إنما يروم الوقوف على كثب على الإشكاليات التي يطرحها علم الكلام من حيث هو حقل دراسي وعلم من العلوم الإسلامية القديمة وضرب من النشاط الفكري الإنساني وتعبير مخصوص عن الدين كان في تواشج مع حقول معرفية أخرى وتفاعل مع حقول معرفية أخرى وتفاعل مع سلطات وأنشطة اجتماعية وسياسية وظروف تاريخية خاصة عرفها المجتمع الإسلامي القديم، وذلك بهدف التعرف على المنزلة التي كانت له في المجتمع الإسلامي القديم والدور الذي نهض به فيه وما أضافه إلى ثقافة العصر.
ولعل أبرز الأسئلة التي حاول الإجابة عنها في هذه الدراسة ما يلي: ما الحاجات التي استدعت ظهور علم الكلام؟ ما هي مراحله الكبرى واتجاهاته الأساسية وخصائصها؟ ما العوامل المؤثرة فيه؟ هل توصل القائمون عليه إلى إنشاء بنية نظرية تخصه؟ ما المكان الذي احتله في المحيط الاجتماعي والعلمي الذي نشأ فيه؟ أي دلالة مثلها بالنسبة إلى الإسلام وأي معنى جديد أضفاه عليه؟
نبذة الناشر:
في هذا الدراسة التي تتميز فضلاً عن التأريخ العلمي والمقارن بالمنهجية الصارمة والروح النقدية، يحاول المؤلف الوقوف عن كثب على الإشكاليات التي يطرحها علم الكلام "لاهوت الإسلام"، من حيث هو أصول دين ورؤية للعالم ومنهج في الاستدلال، لطالما شكل علماً من العلوم الإنسانية القديمة، وضرباً من النشاط الفكري والإنساني، وتعبيراً مخصوصاً عن الدين ارتبط بحقول معرفية أخرى وتفاعل مع سلطات وأنشطة اجتماعية وسياسية وظروف تاريخية خاصة عرفها المجتمع الإسلامي القديم، وذلك بغرض التعرف على المنزلة التي كانت له في ذلك المجتمع والدور الذي اضطلع به فيه وما أضافه إلى ثقافة العصر.
ومن الأسئلة التي طرحها المؤلف على نفسه وسعى إلى الإجابة عنها: ما الضرورة التي استدعت ظهور علم الكلام؟ ما هي مراحله الكبرى واتجاهاته الأساسية وخصائصه؟ ما هي العوامل المؤثرة فيه؟ هل توصل القائمون عليه إلى إنشاء بنية نظرية تخصه؟ ما الحيز الذي احتله في المحيط الاجتماعي والعلمي الذي نشأ فيه؟ وأية دلالة مثلها بالنسبة إلى الإسلام وأي معنى جديد أضفاه عليه؟ وما دور السياسة في تفرعه إلى تيارات وفرق مختلفة؟ وأية علاقة كانت للمتكلم بالدولة والمجتمع وقبلهما بالمعرفة؟