استكمالاً لأبحاثه المتميزة في الفلسفة العربية الإسلامية عموماً، ودراساته المفردة لفلسفة ابن رشد ولا سيما لإشكاليات العقل عنده خصوصاً، يأتي كتاب محمد المصباحي الجديد هذا، الذي يقارن فيه اختلاف مصير العقل بين ضفتي العالم الإسلامي، وذلك من خلال المقارنة المستفيضة بين صدر...
استكمالاً لأبحاثه المتميزة في الفلسفة العربية الإسلامية عموماً، ودراساته المفردة لفلسفة ابن رشد ولا سيما لإشكاليات العقل عنده خصوصاً، يأتي كتاب محمد المصباحي الجديد هذا، الذي يقارن فيه اختلاف مصير العقل بين ضفتي العالم الإسلامي، وذلك من خلال المقارنة المستفيضة بين صدر الدين الشيرازي، فيلسوف أصفهان مشرقاً، وأبي الوليد بن رشد، فيلسوف قرطبة مغرباً، ورصد العوامل الداخلية لانشطار العقل الإسلامي، وبالتالي القول الفلسفي، بين مدرستين متقابلتين، وتحديد المستويات التي يتعارض فيها فكر الفيلسوفين رغم وجود نقاط التقاء عدة بينهما: قول فلسفي في الغرب الإسلامي يميل إلى المحافظة على النزعة الكلاسيكية الوفية للنسق الأرسطي انتهت به إلى عقلانية صارمة لا تريد المصالحة مع غيرها من التيارات اللاعقلانية، وقول فلسفي في الشرق الإسلامي تحركه الرغبة في التجديد والإبداع حاول جاهداً الإفلات من إرهاب هذا النسق، وآلت به إلى نوع من "الحداثة" الفلسفية التي تؤمن بالعقلانية العرفانية وبما يضمن له حق التنقل بين آفاق متقابلة.