مستند بحثنا يأخذ بعين الاعتبار أن الفقه بعد استقراره يمثل أحد أشكال تحول التدين العفوي في زمن النبوة بالخصوص إلى تدين مقنن، وهذا التقنين الفقهي، فيما يهمنا في هذا البحث، مثله علم أصول الفقه الذي يسعى إلى ضبط طرق الاستنباط لذلك لم يكن بالإمكان أن نعرض عن أصول الفقه والتطرق...
مستند بحثنا يأخذ بعين الاعتبار أن الفقه بعد استقراره يمثل أحد أشكال تحول التدين العفوي في زمن النبوة بالخصوص إلى تدين مقنن، وهذا التقنين الفقهي، فيما يهمنا في هذا البحث، مثله علم أصول الفقه الذي يسعى إلى ضبط طرق الاستنباط لذلك لم يكن بالإمكان أن نعرض عن أصول الفقه والتطرق فحسب إلى الفقه، ولذلك رأينا أنه من الضروري تخصيص قسم من البحث لأصول الفقه حتى نتمكن من الوقوف على خصائص نظرة الفقهاء إلى الإسلام.
وللوقوف على خصوصيات هذه النظرة، قسمنا عملنا إلى ثلاثة محاور كبرى تأخذ بعين الاعتبار ناحيتين على الأقل: الأولى تمثلها الناحية التاريخية، والثانية مكملة للأولى وتتمثل في أن التتبع التاريخي لا يقتصر على رصد تطورات الفقه الإسلامي قرناً فقرناً بل هو تتبع قائم على أبرز التحولات التي عرفها الفقه منذ زمن النبوة. ولعل طول الفترة التاريخية التي نهتم بها، كان من الأسباب الوجيهة التي ستجعلنا نقتصر على أهم التحولات التي كان لها الأثر البالغ في الفقه من خلال نظرنا في: 1-الممارسة الفقهية قبل التنظير، 2-التنظير لمؤسسة الفقه، 3-المقولات الفقهية.
وما نشير إليه أخيراً أن اعتمدنا سيكون كبيراً على النصوص القديمة ومحاولة استقرائها مع مقارنتها دائماً بما ورد في النص القرآني لرصد مدى تقيد الفقهاء بمبادئ النص وتوجيهاته أو الإنزياح عنها، والغاية القصوى من وراء ذلك تبين أبرز خصائص إسلام الفقهاء.