يروم هذا الكتاب إضاءة بعض الجوانب المعتمة في التاريخ الحضاري للغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط، سواء الجوانب التي بقيت أسئلة عالقة في الدراسات التاريخية المعاصرة، أم تلك التي ظلت تشكل لحد الآن فجوات تحجب رؤية معمار الحضارة المغربية بشكل مكتمل، أو تلك التي تستلزم إعادة نظر...
يروم هذا الكتاب إضاءة بعض الجوانب المعتمة في التاريخ الحضاري للغرب الإسلامي خلال العصر الوسيط، سواء الجوانب التي بقيت أسئلة عالقة في الدراسات التاريخية المعاصرة، أم تلك التي ظلت تشكل لحد الآن فجوات تحجب رؤية معمار الحضارة المغربية بشكل مكتمل، أو تلك التي تستلزم إعادة نظر ومراجعة وتقديم تفسير جديد لها. وإذا كان الباحث يجد نفسه ههنا إزاء مجموعة من المسائل الملغزة والأسئلة الصعبة، إلا أنه أمكن للمؤلف، من خلال جمعه شتات بعض النصوص المبعثرة في أمهات المصادر وتنسيقها واستنطاقها استنطاقاً جديداً، أن يطرق قضايا حضارية لطالما كانت في مطاوي النسيان أو نالها الاختزال والابتسار في الأبحاث التاريخية المعاصرة، من قبيل: ظاهرة النمو الديموغرافي، وإشكالية التعامل بالدين والسلف، وتفسير عوائق التطور المديني للحواضر المغربية مقارنة بالمدن الأوروبية، وموضوع التنجيم والتنبؤ بأحداث المستقبل، والإحاطة بأسباب الصحوة الكبرى التي عرفها المذهب المالكي في بلدان الغرب الإسلامي، فضلاً عن محاولة تأصيل تاريخي للعلاقات المغربية-الإسكندرنافية في العصر الوسيط... الخ.