تستهدف هذه الدراسة تقديم مقاربة تحليلية تعتمد منهجية سوسيولوجيا المعرفة من خلال تفكيك ودراسة البنى الفكرية والعقائدية المكونة لهذه الحركات وطريقة عملها التنظيمية والمؤسساتية وسلوكها السياسي وممارساتها الوطنية والاجتماعية في الحياة اليومية، والدراسة تتابع لتحقيق هذا...
تستهدف هذه الدراسة تقديم مقاربة تحليلية تعتمد منهجية سوسيولوجيا المعرفة من خلال تفكيك ودراسة البنى الفكرية والعقائدية المكونة لهذه الحركات وطريقة عملها التنظيمية والمؤسساتية وسلوكها السياسي وممارساتها الوطنية والاجتماعية في الحياة اليومية، والدراسة تتابع لتحقيق هذا مجمل المواقف والمسارات والتطورات التي مرت بها الحركات الإسلامية اللبنانية، محاولة التقاط تميزاتها وتناقضاتها وحركة تطورها وتكيفها مع الواقع، عقائدياً وفكرياً وتنظيمياً وسياسياً. اعتمدت هذه الدراسة على تقنية تحليل المحتوى أو المضمون لتحليل الخلفيات الفكرية والعقائدية لهذه الحركات، مستفيدة من كل الإنتاج الفكري المتاح والمنتج من قبل هذه الحركات، ومن كل المواد الاتصالية والبيانات والخطابات والمقابلات وغيرها من مصادر المعلومات التي تضعها هذه الحركات على مواقع الإنترنت الخاصة بها. وقد لجأت في تحليل المحتوى إلى المقاربة النوعية التي تعتمد تحليل النصوص دون أن تلجأ إلى أي نوع من القياسات الكمية. ونظراً لكثافة المادة وغزارتها، عمدت إلى تكثيف عرض النصوص والوثائق، وإظهار دلالاتها، الظاهر منها والمستتر، مستخرجيه الأفكار الرئيسة ومميزه بينها وبين الأفكار الفرعية وفق تسلسل يأخذ بعين الاعتبار الترابط المنطقي لأطروحات هذه الحركات. مع ذلك، وجدت ضرورياً اللجوء إلى القياسات الكمية والإحصائية لإيضاح بعض الجوانب التحليلية التي تتعلق بنتائج الانتخابات النيابية في لبنان بعد اتفاقية الطائف نظراً لما لها من دلالات تعكس مدى تأثير هذه الحركات في المجتمع اللبناني. ولاستكمال المهمة المنهجية اعتمدت الدراسة لقراءة المسارات والتطورات والممارسات والمواقف لهذه الحركات على المقاربة الفينومينولوجية التي تركز على دراسة نسق المعرفة وتحليل المعاني والأفكار والتصورات، أو ما يعرف عموماً بالدراسة الظاهراتية والتي تعتبر أن ظاهرة ما لا تفهم إلا باعتبارها مركبة من ظواهر أخرى أو داخلة في تركيب ظواهر أخرى.