-
/ عربي / USD
لا يختلف اثنان حول أهمية الماء في نشأة الحضارات والصراعات التي عرفتها البشرية في مسارها التاريخي. بل لا يزال الماء واحتمالات ندرته مستقبلاً يثير مخاوف أصحاب القرارات، حيث كان وزير الدفاع البريطاني جون ريد قد أشار إلى إمكانية حدوث صدامات عنيفة في مستقبل البشرية لانعدام التوازن بين التكاثر السكاني وانكماش مصادر الماء.
ويعتبر الماء في الأندلس -بلا منازع- مفتاحاً لقراءة وفهم الحضارة الأندلسية، وهو ما يشكل جوهر هذا الكتاب الذي بين يدينا والذي يضم دراسة تبحث لأول مرة في العلاقة بين الإنسان والماء، تلك العلاقة التي أنتجت ثقافة مائية انعكست في إبداعات الإنسان الأندلسي، ونحتت عقليته وأطرت سلوكاته، وذلك خلال مرحلة تاريخية دقيقة تعبر عن اللحظات الأخيرة للوجود العربي في الأندلس.
وبشكل عام هذا الكتاب بحق إضافة نوعية مهمة على مستوى الدراسات التاريخية، فكل فصولها ومباحثها تنطق بالجديد. وقد بذل المؤلف جهداً استغرق ما يربو عن الست سنوات، قضاها مستقصياً المصادر الأصلية لموضوعه، مستنطقاً نصوصها الدفينة، ومستفيداً من آخر الصيحات المنهجية، فجاء هذا الكتاب دسماً في مادته، رصيناً في أسلوبه، مفيداً في نتائجه.
وبالعودة لأقسام الكتاب نجد المؤلف قد قسمه إلى بابين يضمان ستة فصول وخاتمة. أما الباب الأول والمعنون بـ"المال و المجال في الأندلس"، فيدخل فيه الفصل الأول المرتبط بالإطار التشريعي والسياسي للماء في الأندلس. في حين يتعلق الفصل الثالث بالمعيار المائي الحضري في الأندلس. وفي المقابل توقف الباب الثاني عند "أثر الماء في المجتمع والذهنيات في الأندلس"، فكان الحديث في الفصل الرابع عن الحوائج المائية والمجتمع في الأندلس. وفي الفصل الخامس عن الماء في الفكر الفلاحي والطبي في الأندلس. وفي الفصل السادس ناقش موضوع الماء والتصوف بالأندلس. أما الخاتمة فأجمل فيها ما جاء مفصلاً في ثنايا الفصول من خلاصات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد