-
/ عربي / USD
الموضوع الذي اخترناه لبحثنا هذا: "وحدة الوجود في التصوّف الإسلامي"، يعتمد على نتاج المتصوّفة المسلمين المعرفي وتراثهم الفكري الثرّ، لذلك تجده قد خرج عن نطاق المؤلّفات التي انصرفت إلى التأريخ فقط للتصوّف الإسلامي وأندرج بالأحرى في إطار البحث في تاريخته... فكان بحثنا في تاريخ الأفكار أدخل، وامتد بنا الطموح على متابعة فكرة "وحدة الوجود" بمحاولة رصد المقدّمات التي مهّدت لنشأتها وملاحقتها في أطوار نموّها وتطوّرها وصولاً إلى مرحلة نضجها وإكتمالها.
كذلك كان من أهداف بحثنا مُساءلة الأطروحة السائدة في الدراسات الحديثة، تلك التي تسلم بوجود نوعين كبيرين من التصوّف: أحدهما سنّي معتدل يتزّعمه الغزالي، والثاني فلسفي منحرف يحمل لواءه ابن عربي، فضلاً عن نقدها وتقويمها والحدّ من غلوّها وشططها.
ومن هنا كانت أطروحتنا أطروحة مغايرة، أو قُل موازية، تروم الإنطلاق من فرضية أخرى قوامها القول بوحدة التصوّف الإسلامي وتاريخته، وإنّ تنوعت منابعه، وتعدّدت روافده، وتفرّعت مسائله وتشعبت مشاربه.
فتأسّست آراؤنا على التسليم بأن الفكر الصوفي ذو جذر مشترك، وأنه قد خرج من مشكاة واحدة، وتفرّع عن أرومة واحدة، وأن الأول من المتصوفّة قد مهد للآخر، واعتمد اللاحق منهم على السابق، ففصَّل ووسَّع وأضاف وطوّر، لا فرق بين متقدم ومتأخر إلا في جموح الخيال وتراكم المعرفة وأغتناء الثقافة ونضج التجربة وتوظيف ثقافة العصر في طريق التصوّف. وغاية طموحنا هو أن يكشف بحثنا عن أن وحدة الوجود لم يكن مفهوماً غريباً عن المسار التاريخي، بل هو النواة التي عليها مدار التصوّف برمته.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد