-
/ عربي / USD
فيزياء الحزن - وأولاً كانت الفيزياء الكلاسيكية - هي موضوع تجاربي على مدى عدة سنوات الحزن مثل الغازات والأبخرة ليس له حجم وشكل ثابت، وهو يملأ شكل الإناء وحجمه، أو أي فراغ يتاح له، هل الحزن يميل إلى الغازات النبيلة؟...
لعل الجواب هو "لا"، مهما جذبنا الإسم فالغازات النبيلة هي متجانسة خاملة أحادية الذرة، بالإضافة إلى أنه لا لون ولا رائحة لها، لا الحزن ليس هيليوم، كريبتون، أرغون، زينون، رادون... له رائحة ولون.
الحزن نوع من "غاز حربائي" يغيّر كل ألوان وروائح العالم، كما يمكن للألوان والروائح المختلفة أن تحرّكه بسهولة مجال جاذبية الحزن يتميز بقوة ضئيلة قياساً على الغازات، وهذا يعني أن الجبهات الهوائية والأعاصير والأعاصير المعاكسة التي تحوم حولنا، كلها مشكلة من الحزن.
إن هجرة هذه الجبهات والأعاصير، وإنتقالها من مكان إلى آخر،/ هي حقيقة مدهشة، غريب هذا العمى، الذي تتجاهل به هذه الحقيقة، أحياناً يهاجمني حزن لا يجب أن يكون حزني.
حزن من شمال أفريقيا مثلاً، حزن غريب، خاص، بهتت ألوانه من الشمس، حزن أصفر يحمل ذرات الرمل، مثل ذاك المطر الأصفر الذي كان يسقط السنة الماضية ويترك بقعاً عكرة على زجاج النوافذ.
أستطيع أن أرسم خريطة هجرة الأحزان، بعض المناطق حزينة في قرن، وبعضها الأخرى في قرن آخر.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد