-
/ عربي / USD
تأملتها وهي تقف أمامي، جميلة، فنية، مفعمة بالأمل، فراشة تاهت حط بها الحظ التعيس في غرفتي المهترئة البالية وفي وسط حياتي التافهة الخاوية، أنها معي وليست معي، نسمة هواء واحدة تستطيع أن تحملها وتطير بها بعيداً، كيف لي أن أقول لا؟.... فستحل عليَّ اللعنة!... لا أستطيع الإعتراف لها بأنني لم أسافر يوماً إلى تلك المدن.
رحت أتحدث عن مدن حارّة، وهضاب لا منتهية، عن دلتا الأنهار الصفر، عن جزر متلألئة وتماسيح كبيرة، عن الغابات التي تلتهم الطرقات وعن صيحات الفهود في الليل، عن السفن النهرية التي تمخر عباب الأنهر ليلاً مخترقة أبخرة من الفانيلا والرطوبة ورائحة الأوركيد والعفن؛ لقد سمعت كل ذلك من لينس، لكنها بدت لي الآن ذكريات حقيقية.
وهكذا بدأت أختلق القصص، تحدوني الرغبة في إدخال بعض البريق إلى الفوضى المظلمة في حياتي كي لا أخسر هذا الوجه الجميل المائل أمامي، ذلك الأمل والبرعم المتفتح والذي لا أستطيع احتواءه كله.
لا بد من توضيح كل هذه الأمور في المستقبل حين أصبح أكثر قيمة عندها مما أنا عليه الآن، وحين تصبح الأشياء التي تجمعنا أكثر وثوقاً، عندها سأصارحها بالحقيقة وهي أنني لم أزر تلك البلاد.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد