بين الرواية والتاريخ، يتحرك علي الجارم في روايته "هاتف من الأندلس" عبر فضاء متخيل له جذوره الواقعية الصادقة، فيرصد لنا سيرة شخصية تاريخية تنتمي إلى القرن الخامس الهجري وهي "إبن زيدون"، حيث ينسج الجارم من ذلك الزمن الجميل، خيوط روائية، ولأن التاريخ قلما يحفظ التفاصيل ويترك...
بين الرواية والتاريخ، يتحرك علي الجارم في روايته "هاتف من الأندلس" عبر فضاء متخيل له جذوره الواقعية الصادقة، فيرصد لنا سيرة شخصية تاريخية تنتمي إلى القرن الخامس الهجري وهي "إبن زيدون"، حيث ينسج الجارم من ذلك الزمن الجميل، خيوط روائية، ولأن التاريخ قلما يحفظ التفاصيل ويترك حقولاً شاغرة في حياة صاحب السيرة، يكون على الرواية أن تملأ الفراغ بالأحداث المناسبة. لهذا اخترع لنا الجارم تفاصيلاً اكتمل بها المشهد والروائي زماناً ومكاناً ووقائعاً وأشخاصاً، ذلك الشاعر الذي ملئت شهرته الآفاق سنشهد في الرواية على قصة حبه لـ "ولادة بنت المستكفي" وكاد أن يكون زوجاً لها بعد أن عمل وزيراً وكاتباً لإبن جهور، ولكن الرياح تجري دائماً بما لا تشتهي السفن، فبعد أن كان إبن زيدون فتى الأندلس الأول والمقرب من القصر، دارت عليه الدوائر ولم يتركه الحاقدون، فبدأوا من خلالها على بدايات انهيار الأندلس وسقوط الممالك تباعاً، وانشغال الملوك في الصراع، وفي هذه الترجمة من الإنهيارات لا يكون للحب مكان، ومن هنا خلد التاريخ قصة حب إبن زيدون لولادة بنت المستكفي، ومن هنا ايضاً أبدع علي الجارم بجمع خيوط هذه الحكاية بذكرياتها والوقائع، لنذهب معه في رحلة روائية مسلية وممتعة عبر "هاتف من الأندلس".