في زحمة الحياة، وضوضاء الأصوات، وإزدحام الصُّور، كثيراً ما نسمعُ من يقول: "ليتني أملكُ كوخاً على قمةٍ جبلٍ أعيشُ فيه... على إنفراد"، هرباً من المشاغل والمشاكل، وبحثاً عن لحظة خصوصية، يستحضر أحدنا فيها ذاته، ويستدعي فيها نفسه، بعيداً عن الكاميرات، التي لم تعد تحفظ لنا سِرّاً،...
في زحمة الحياة، وضوضاء الأصوات، وإزدحام الصُّور، كثيراً ما نسمعُ من يقول: "ليتني أملكُ كوخاً على قمةٍ جبلٍ أعيشُ فيه... على إنفراد"، هرباً من المشاغل والمشاكل، وبحثاً عن لحظة خصوصية، يستحضر أحدنا فيها ذاته، ويستدعي فيها نفسه، بعيداً عن الكاميرات، التي لم تعد تحفظ لنا سِرّاً، ولم تترك لنا ستراً...
فمن ساعة الإستيقاظ إلى وقت الرّقاد، كلُّ أعمالنا، ومعظم تحرّكاتنا باتت معروفة ومكشوفة، وقد استلزم هذا الواقع وجود فسحة مراجعة، تكون فيها: على إنفراد...
على إنفراد... إنسحاب تكتيكي ومؤقت، للتفكّر والتدبُّر، للتأمّل والتذكُّر.
وحدة إختيارية نفتعلها بأيدينا... وجلسات بيننا وبين أنفسنا، تحدّثها بصوتٍ عالٍ، لنستعدّ لوحدةٍ قسريةٍ، ستأتي يوماً، هي بيد من يميتنا ثمَّ يُحيينا...
جلسات على إنفراد... سنمضي على ضوئها، ونقتبس من نورها... لعل الإلهام بالخير يأتينا، فيزيل عنّا ما كان يشقينا...
على إنفراد... ليس كتاباً يجعل من أحدنا وحيداً... بل هو مراجعة صادقة وصريحة، ليصير كلُّ واحدّ منّا فريداً...
على إنفراد... لا لنكون عن الحياة منعزلين، بل لنصبحّ بأولوياتنا منشغلين...
على إنفراد... مطبخٌ نفسيٌ، يُجهّزنا لنكون أفراداً فاعلين، على مائدة العمل الجماعي، لنعيش جنّة الدنيا...
على إنفراد... نهيئ أنفسنا لتمرّ تحت قناطر ومحطات أخروية... نروي أحداثها، ونتخيّل فصولها، لنتقن إجتيازها، ولننعم بجنّة الآخرة...
هنادي الشيخ نجيب