هو محاولة متواضعة للإضاءة على واقع العالم الذي ننتمي إليه، وعلى واقع العلاقات القائمة بين شعوبه وأممه، وعلى واقع أمتنا ودورها في إطار هذا الواقع العالمي، وذلك بهدف الانتقال من حالة السكون والانفعال إلى حالة الفعل والتأثير، ولعل المدخل لتفعيل هذا الدور، ولإحياء هذه الفاعلية التاريخية يكون الإجابة على سؤال الهوية، وربط هذه الهوية بحركة الصراع، الصراع -بهذا المعنى- هو صراع إيجابي بناء يهدف إلى تحقيق العدالة على مستوى الكون، وإبدال العلاقات القائمة على القسر والإخضاع والهيمنة إلى علاقات ترتكز بشكل أساسي على المساواة وعلى العدالة والإنصاف، وعلى تعزيز مفهوم الديمقراطية الحقة ليس فقط على مستوى العلاقات الداخلية للأمم والشعوب، وإنما أيضاً على مستوى العلاقات الخارجية بين الأمم والشعوب والدول على مستوى العالم بأسره، والديمقراطية تعني أيضاً حق المشاركة في بناء عالم متوازن وأكثر أمناً واستقراراً.